ينتهي فلم «فارس الظلام» الشهير بمعضلة أخلاقية وضعها الجوكر ليثبت لباتمان أن الجريمة هي نتاج بيئة بيئة سيئة ونظام وظروف تحفز الشخص ليقوم بالجريمة، حيث وضع مجموعة من المجرمين في سفينة ومجموعة من المواطنين في سفينة أخرى ووضع الجوكر قنبلة موقوتة في كِلا السفينتين، وهما قنبلتان ترتبط كل واحدة منهما بالأخرى. ذلك أن على ركاب كل سفينة أن يتخذوا قرار تعطيل قنبلة سفينتهم عبر تشغيل قنبلة السفينة الأخرى، ويضع الجوكر ركاب السفينتين أمام هذا الخيار مقابل خيار انفجار القنبلتين معًا بعد وقت ليس بالطويل. ولكن في النهاية لا يفجر أحدهما الأخر ولم تكن القنبلتين مرتبطة ببعض، ويقول باتمان للجوكر أن هذا دليل على صلاح مواطنين گوثام وأنك مجرم لأنك شخص سيء بذاتك.
وهنا تمثل واضح لأيديولوجيا باتمان اليمينية، أن الجريمة هي نتاج أخلاق الفرد السيئة وفقط، وتتجاهل النظام السيء والظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي بالضرورة لهذا النوع من الإجرام. وأن أي محاولة لتعديل النظام والظروف هي يسارية أناركية متطرفة بالضرورة، وهدفها التدمير فقط وذلك من خلال نموذج الجوكر المتطرف.
وهذا هو الاختلاف بين فيلمي الجوكر وفارس الظلام، حيث أن فلم الجوكر يوضح الظروف الاجتماعية والاقتصادية وحتى النفسية التي يعاني منها كل من يقوم بعمل إجرامي. وهذا لا يبرر ما يقوم به المجرم، ولكن يوضح الأسباب التي من خلالها نستطيع إيقاف الجريمة.
الحلقة “99” من بودكاست أرباع مع علي محمود عن التمييز الطبقي ومفهو الجريمة في أفلام باتمان.
شكرًا لكم على 1,000,000 استماع! يهمنا فعلًا تقييمكم بودكاست على iTunes، وتستطيع أن تقترح ضيف ل بودكاست أرباع بمراسلة الوليد على بريده الإلكتروني: [email protected]
تستطيع أن تستمع للحلقة من خلال تطبيقات البودكاست على هاتف المحمول. نرشّح الاستماع للبودكاست عبر تطبيق Apple Podcasts على iPhone، وتطبيق Google Podcasts على أندرويد.
الروابط:
گوثام .. التمييز الطبقي وصعود اليمين
هل يجب علينا أن نكون مصيبين سياسيًا؟ – مقالة علي عن مفهوم الصوابية السياسية
- تجربة اقتصادية: أين روّاد الأعمال من اقتصاد المدن؟
- بين جيل الطيبين والألفية
- كورونا يعيد إلى الأذهان مأساة “الإنفلونزا الإسبانية”
- تصبح على خير، علميًا
- 70 مليون نازح أين هم مع كورونا؟
- حل مشكلة الجريمة، من بطل خارق!
- لماذا يجب أن يكون التراث حيًّا؟
- كيف أنقذنا التصميم من أزمة كورونا؟
- البقاء لم يعد للأقوى، بعد كورونا
- كيف يبدو رمضان داخل مخيمات اللاجئين؟