شارك البودكاست

الكتابة نزيفٌ دائم، لا مجرّد تواريخ. إنّها سِياق وسَيل واسْتدامة. كما أنّ الرواية لا تحتاجُ موضوعاً بعينهِ، فأيّ حدثٍ يمكن أن يكون موضوعاً لها. وإنّما هي تبحثُ عن كاتب ترمي عليهِ موضوعها، بما فيهِ من زمانٍ، وهذا زمان القتل. ومكانٍ، وهذا مكان القتل. وشخصيات، وهؤلاء هم المقتولون. أمّا موضوع الرواية الأثير فهو الحرب، وليس المتحاربين. والمنفى بذاتهِ هو عُقدَةُ النّص، لا خروج النّاس، لأنّ من يَبقي منفيّ، ومن يَخرج منفيّ. من يَدخل البحرَ منفيّ، ومَن يدخل الغابة منفيّ. ومَن يصلُ أخيراً، يعرف أنّ وطنه برمّتهِ صار وطناً منفيّاً.

Series Navigation<< بكلمةٍ أو بخيط دُخانوهذي السماءُ التي لا تنام >>