يمكننا تعريف البودكاست بشكل مختصر وبسيط وواضح بأنه: إذاعة تحت الطلب

الإذاعة (Broadcast) وآي بود (iPod) أما تفصيلاً فالبودكاسات هو: لتعبّر عن البرامج

الإذاعيّة حسب الطلب

وهذا يعني أننا من الممكن الإستماع الى هذه الإذاعة في الوقت الذي نشاء ومن اختيارنا، لكن هل حقاً هناك تشابه تام بين البودكاست والإذاعة.. أو الراديو..؟

والإجابة هي : لا

فهناك خصوصية واضحة للبودكاست الذي يظهر بهوية واضحة لكل برنامج منه وهو متخصص بموضوع أو مواضيع محددة، بينما في الإذاعة يمكنك الإستماع لطيف واسع من المحتوى المنوّع، اخباري كان أو موسيقي أو معلوماتي.. وستجد جميع هذا الطيف في البودكاست لكن بشكل مخصص، فبرامج البودكاست تتخصص في موضوع أو مواضيع محددة وعادةً ما تكون هذه البرامج حوارية وليست مجرد تلقين.. ومن هنا تأتي خصوصية البودكاست.

وتأتي الخصوصية الثانية للبودكاست بكونه أحد وجوه التقنية الحديثة فهو مواكب لكل التطورات في الأجهزة التي تحتوي التطبيقات التي يمكنك من خلالها الإستماع للبودكاست إما في المكتب من خلال جهاز الكومبيوتر الثابت أو اللابتوب، أو في الطريق من خلال الإستماع عبر هاتفك الذكي، أو حتى في السيارة التي تتيح لك تشغيل التطبيق مباشرة والإستماع الى برنامجك المفضل أو من خلال المزامنة مع الهاتف الذكي وكل هذا بحاجة للإتصال بالإنترنت طبعاً

أما الخصوصية الثالثة التي يوفرها الوجه التقني لهذه الوسيلة هي إمكانية وصولها للمستخدمين في جميع أنحاء العالم بسهولة، بعكس الإذاعات التي تركز في معظمها على جمهور محلي محصور، وهذا طبعاً بسبب الإمكانات التقنية وبسبب خصوصية هذا الإختراع منذ بدايته (التردد القصير)

رابعاً: سهولة انتاج برامج البودكاست

فبالرغم من تطور وسائل انتاج المحتوى الإذاعي والبث الا أن البودكاست يبقى متقدماً خطوات كثيرة بطريقة انتاجه والمعدّات اللازمة لهذا، فلن تحتاج حتى الى استوديو أو معدات مكلفة لإطلاق برنامج البودكاست الخاص بك، وبتمرين لفترة وجيزة يمكنك إنتاج البودكاست من الألف الى الياء بنفسك، كتابة وتسجيلاً ومونتاجاً حتى. وهذا يعطيه الصفة البارزة في سرعة وسهولة الإنتاج. بل وكثافته..

ومن أشهر هذه التطبيقات التي توفر خدمة بث البودكاست عبر منصاتها: (Apple Podcasts, Google Podcasts, Pocket Casts, Stitcher, Castbox)

وفي منطقتنا العربية العديد من برامج البودكاست المميزة التي استطاعت الوصول الى عدد هائل من المستمعين بسبب تخصصها أو بسبب تنوعها وتوفيرها لمحتوى غني أو ترفيني مسلّي ومتواصل لملايين المستمعين حيث تبرز العشرات من هذه البرامج بهوية متخصصة وبمحتوى غزير وهام. في الكثير من الدول العربية.


والسؤال الآن: هل البودكاست هو البديل الطبيعي للإذاعة أم هو مجرد تطور لفكرة الراديو والإذاعة..؟

والحقيقة أن الإجابة قد تكون كليهما. فالبودكاست هو محتوى صوتي كما الإذاعة مع تميزه كما أوردنا فيما سبق بسبب مواكبته وارتباطه الوثيق بالتقنية من حيث أسلوب البث او حتى المحتوى الذي يقدمه، وقد يصبح بديلاً بشكل شبه تام للإذاعة أو الراديو في السنوات المقبلة خاصة مع تطور شكل وأسلوب إيصال المحتوى خاصة الإخباري للمستخدمين من خلال وسائل جديدة. أهمها شبكات التواصل وفي حالتنا هنا: البودكاست.

لكن ما هو سبب انتشار هذا النوع من المحتوى.. أقصد المحتوى الصوتي..؟

قد يكون من المبكر الحكم وإجابة هذا السؤال بثقة تامة، لكن من المهم أن نتذكر دائماً أن البودكاست حتى لو كان تطوراً طبيعياً لدور الإذاعة الا أنه ما يزال أحد الوجوه الجديدة للتقنية الحديثة وهو مرافق لها وهذا يعطيه كل هذا الزخم، فالحاجة للمحتوى الصوتي لم تتقلص أو تقلّ، بل على العكس تماماً، فالحاجة لهذا المحتوى على تتنوع موضوعاته تزاداد يوماً بعد يوم، وما زالت البرامج العربية في خطوتها الأولى في هذا الحقل وفي التقدم الحاصل في هذا النوع من المحتوى من خلال اللغات الأخرى..

وللبودكاست كما للإذاعة نكهة مختلفة، فالإستماع الى حوارية حول موضوع معين يجعلك قريباً من الموضوع وقريباً من الضيوف، يمكنك حتى أن توقف البرنامج وتعيده للوراء لتستمع لجزئية لم تنتبه لها مجدداً، أو حتى إعادة البرنامج كله، او تحميله والإستماع له بدون الحاجة لشبكة الإنترنت، وهنا يظهر الجانبي التقني الهام الذي يتقدم فيه البودكاست على البرامج الإذاعية التي لن تستطيع إعادة الإستماع لها الا ان كانت مسجلة ومعروضة على الموقع الإلكتروني لهذه الإذاعة، هذا إن أمكنك البحث وإيجادها وكنت محظوظاً.

أخيراً: تتطور وسائل الوصول للمعلومة مواكبةً للتطور السريع والرهيب في وسائل التقنية والبرمجيات المصاحبة لها، ويعد البودكاست أحد هذه الوسائل .. ستكون محظوظاً حقاً لو كنت ممّن استطاعوا اكتشاف هذا الإختراع الجميل مبكراً، من خلال الصدفة أو من خلال نصيحة صديق..

استمع لمئات برامج البودكاست المنوّعة من خلال الضغط هنا