شارك البودكاست

لا أَحَدَ يَعْرِفُكَ غداً
انتهى القَصْفُ
ليَبْدَأَ في أَعْماقِك
سَقَطَتِ العَمائرُ واحْتَرَقَ الأُفُق
لِتَبْدأ في داخِلِكَ
شُعْلَةٌ سَتأَكُلُ حتّى الحَجَر.

القَتْلى مُسْتَغْرِقونَ في نَوْمِهِم
وأَنتَ لَنْ تَنام
مُسْتَيْقِظٌ حتّى الأَبد
مُسْتَيْقِظٌ حتّى الصُّخورِ التي يُقالُ إِنَّها دُموعُ أَربابٍ مُسْتَقيلَةٍ

الغُفْرانُ انْتَهى
والرَّحْمَةُ تَنْزِفُ خارِجَ الزَّمَن

لا أَحَدَ يَعْرِفُكَ الآنَ
ولا أَحَدَ يَعْرِفُكَ غَداً
مِثْلَ الأَشجارِ،
مَزْروعٌ مَكانَكَ لَحْظَةَ القَصْف.

■■■

ضحكتُ مِنْ نَفْسي مِراراً
إذ لم أَكُن سِوى في عمائر
نصفِ مسكونةٍ
نصفِ مهجورةٍ
لحظةَ القَصْف.

ولا يَكفي هذا لأجِدَ نَفْسي أَستحمُّ في باصٍ
وحقائبي بُدِّلت وكذلك حياتي
والباصُ غيَّرَ البَلَد.
هل كنتُ ميّتاً
لأبحثَ عن حقيبتي بكُلِّ هذا اليأس؟

لن نَنْتَهي
حتّى وإِن انتهت الطائراتُ مِنْ تسويةِ العمائرِ بالأرض.

نجوان درويش شاعر من فلسطين

قراءة: سائد نجم

إخراج عبد الستار الحرك

Series Navigation<< وجدان | بقي عليهم فقط أن يهيلوا التراب | محمود حسنوجدان | حسنًا شيماء… أحبكِ جدًا وبعد | محمود حسن >>