شارك البودكاست

‏ملاحظات الحلقة

جارالله الحميد …. وجيل الغرباء

هو ذلك البدوي المسكون بالأحزان والحلم , هو ابن الشمال والصحراء والأحزان العريضة , والمسافر دوما من حلم الى حلم , ينحاز للعزله ككل الغرباء الذين ارهقهم الركض الطويل نحو المدى , هو المسكون بغربته المتمثلة بالرحيل الدائب تارة والعزلة الموحشة تارة أخرى , والذي وجد في الكتابة ملاذه الأخير , يشبه قصصه كثيراً حد الالتصاق , وأحد مجددي القصة القصيرة عُرابها هو الاديب والقاص جارالله الحميد .
هل هو قطعة من الحزن؟ أم انه الضفة الأخرى منه؟ يتساءل كل من يعرف هذا الصعلوك الشمالي الذي يدعى جارالله الحميد .. صاحب “احزان عشبة برية” الذي يقول عن حياته انها سلسلة من المآسي بدأت بموت والده:
(( جاء أبي ذات مساء من دكانه حيث يسمسر على الفاكهة والخضار. وكانت أصابع قدميه ويديه منتفخة. وبعضها يخرج منها سائل. لم أخف المرض كان قاتلا عاديا . ولم أصدق أن ذلك المساء هو آخر يوم لأبي في دكانه، ومسجده. ومع أصدقائه في سمر الليالي البهيجة . ولكن الأمور جرت دون أن تستشيرني . سافر به أخي وأحد أقاربنا حيث أبناء الأثرياء في ( الرياض ). أدخلوه المستشفى. وماهي سوى أربعة أيام حتى عاد إلينا . قال لهم ( دعوني وشأني. لايشفي إلا الله. والمرض من الله. وأنا عبد من عبيد الله. أريد أن أموت عند أهلي ). حزينا كان كنخل القرية التي هاجر اليها هاربا من عائلة لعبتها المال. الذي يحتقره. مثل جدران الصمت. وضعوا له فراشا في وسط الحوش. لكي يتمكن زواره من الجلوس براحتهم. ومع الوقت صار يذوي كثمرة بلح. وخف زواره . وتلاشوا . بقي صامتا . يصلي صلاة المريض . وتتحرك شفتاه بالدعاء . تركت ( المعهد العلمي ) .وهو معهد ( ديني ) . رغم أن أهلي بحاجة للمكافأة . إذ كان وحده المعهد يدفع مكافآت للطلبة . بدأت خيانتي بأن استلمت المكافأة وذهبت واشتريت دراجة . فتحت أمي الباب . طالعتني بتعنيف موجع . وزوبعت . ونظرت من كتفها إليه في فراشه. كان يبتسم برضا. وحده كان الجريح يوم تركت الدراسة . كنت حبيبه. ويتبارك بي عندما أجلس في الدكان. وأقوم بمهماته في المسجد يوم الجمعة .
لكنه مات !))
· كانت هذه لوحة من حياة الكاتب جارالله الحميد .. حيث كانت صدمة وفاة الأب بداية غربته اللانهائية :

كتب النص : الاستاذ صالح الفهيد
ومراجعة النص : عبدالرحمن العمراني
التقديم الاذاعي كل من : ميادة الفيشاوي
شارك بالتقديم : عبدالله العواجي
هشام محفوظ
الهندسة الصوتية : كريم القمحاوي
الإخراج : علي عبدالعال
الاشراف العام عبدالله الطياري

ونستقبل رسائلكم وانتقاداتكم وثنائكم عبر الأيميل
[email protected]
عبر وسائل والتواصل الاجتماعي

توتير 84 للنشر
@84_voice
توتير عبد الله الطياري
@abda22abda22

صالح الفهيد
توتير
@salehalfahid
عبدالرحمن العمراني
توتير
@alomrani222222

Series Navigationرمز الإعتدال والتسامح >>