شارك البودكاست

كانت لأم كلثوم عادة معروفة عنها، فهي قلما غنّت قصيدةً من دون أن تضع لمستها عليها، فكانت أحياناً تغيّر المطلع وأحياناً تغيّر الكلمات بأخرى تناسب هواها، وأحياناً كانت تغيّر ترتيب الأبيات والأشطر، ووصل بها الأمر إلى دمج قصيدتين في أغنية واحدة كما حدث في “الأطلال”

طلبت أم كلثوم من بدوي الجبل، القصيدة كي تغنّيها، وقد ردّ الشاعر بالموافقة طبعاً، فهو أيضاً كان يدرك مدى الشهرة والعظمة اللتين سينالهما فوق مكانته إن غنّت له “الستّ”، وسارت الأمور على ما يرام حتى قررت أم كلثوم الوفاء لعادتها، فطلبت منه تغيير كلمة واحدة فقط في القصيدة كلها

بالرغم من عذوبة وسلاسة ديباجة بدوي الجبل الشعرية، إلا أنه لم يصِب حظّاً كبيراً من المطربين والمطربات، وهذا في رأيي تقصيرٌ منهم لا منه، فقصائده تحمل من الغزل والعذوبة ما يذري بالكثير من القصائد المغناة لشعراء غيره

Series Navigation<< لماذا نتقبّلها من روبي؟ | محب سمير“إن شاء الله بعمرك ما بتحتاج حدا يا ابني”… وغيرها من العبارات المؤذية للأبناء | رزان محمد عبدالله >>