شارك البودكاست

النقص والقحط تمكّنا من الحاجات الأساسية. افتقاد الماء والكهرباء صار وراء ظهرنا، وانتقلنا إلى مرحلة أرقى بطوابير محطات البنزين، مع تحوّل هذه المادة إلى فئة النادر. وكل التفاصيل الحياتية التي يمكن تصوّرها، من لُهاث وتوتر وإضاعة الأوقات والأعمار. وكانت المحنة الأخيرة أشد مضاضة، من صلب البقاء على قيد الحياة. افتقاد الخبز، كمرحلة من مراحل الانهيار، ربما ليست الأخيرة. فخرَجتْ إلى الصور طوابير الخبز، التي تختلف عن طوابير البنزين بأنها آخر معاقل العيش. وبأنها “بشرية”. جمهرة من الناس، واقفون بالصفّ، وأحياناً من دون صفّ، يصبرون من أجل ربطة خبز، يدفعون أصلاً ثمنها من حلاوة روحهم. التدافع، التوتر، الصراخ .. والفوضى طبعاً.

Series Navigation<< لماذا يُقلق مقتدى الصدر إيران؟ديون الأندية الجزائرية.. تجاهل للسداد منذ 10 سنوات >>