شارك البودكاست

في الحلقة الرابعة والعشرين من بودكاست “أَجْرَمِنْ عَنْهِنْ”، نستضيف لودميلا فيلارسكيا – حجّاج.

وُلِدَتْ لودميلا في قرية أوكرانيّة صغيرة، تركتها والدتها هي وأختها الّتي تكبرها بعامين، فتربّت حتّى سنّ الخامسة في دار أيتام، بعدها انتقلت للعيش مع جدّتها في قرية أخرى. ذاقت لودميلا الأمرّين؛ فوالدها كان يعمل في مدينة بعيدة، بالكاد كانت تراه مرّتين في الشهر. في سنّ السابعة انتقلت وأختها للعيش مع والدها وزوجته في قرية أخرى، ثمّ انتقلت وهي في سنّ السابعة عشرة إلى المدينة لتتعلّم تصميم الأزياء والخياطة. عملت وشقيت ساعات طويلة مقابل أجر قليل؛ لكي تموّل تعليمها.

ذهبت مرّة إلى متنزّه مع أصدقائها، حيث التقت بعمر حجّاج، ابن شفاعمرو، الّذي جاء لزيارة أخيه طالب الطبّ في أوكرانيا. قصّة حبّ من النظرة الأولى نشأت بينهما، على الرغم من أنّهما لم يستطيعا التحدّث إلى بعضهما بشكل مباشر؛ فلودي، كما يسمّيها الجميع تحبّبًا، لم تتقن سوى الروسيّة، وقد تواصلا بواسطة الأصدقاء. في اليوم التالي تلقّت اتّصالًا من أصدقاء عمر، وطلبا منها الحضور مرّة أخرى للمتنزّه. عرض عمر عليها الزواج، ظنّت أنّه يمازحها بدايةً، ثمّ التقت به مرّةً ثالثةً قبل أن يغادر أوكرانيا، حيث أحضر لها هديّةً، وقد كانت كتبًا لتعلّم اللغة العربيّة.

استمرّت علاقة لودميلا وعمر سنة كاملة عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، خلالها سافر عمر لأوكرانيا وفاجأها بيوم ميلادها، بعدها طلب منها الحضور إلى فلسطين لتتعرّف إلى عائلته. أمضت لودميلا أسبوعين في كنف عائلة عمر الّتي استقبلتها بحفاوة وحبّ وترحاب، وبعد أن أنهت تعليمها تزوّجا وأنجبا ابنتيهما.

أحبّت لودميلا شفاعمرو، ولا سيّما تعامل الفلسطينيّين معها، وقد تعلّمت تحضير عدّة أطباق من المطبخ الفلسطينيّ، فأتقنت المعمول واستصعبت طهو اللبن.

قرّرت لودميلا أن ترتدي غطاء الرأس الإسلاميّ (الحجاب)؛ لأنّها كانت تحبّ والد زوجها، أبو عمر، جدًّا، الّذي اعتبرها ابنةً له، وقبل يوم من وفاته تحجّبت لكي تسعده.

تعمل لودميلا الآن في حانوت ملابس في شفاعمرو؛ تعالج فساتين السهرة للنساء، وقريبًا ستنهي تعليمها في التصفيف والمكياج، لتفتتح صالونًا خاصًّا بها.

أختها ووالدها لا يزالان في أوكرانيا، وهما الآن يواجهان مصيرًا مجهولًا في ظلّ الحرب الطاحنة، وهي تتحدّث معهما كلّ ساعة لتطمئنّ عليهما.

إعداد وتقديم: سهى عرّاف
تحرير وإنتاج: علي مواسي، عبد أبو شحادة، ديمة كبها.

للتواصل: [email protected]
[email protected]

Series Navigation<< بودكاست “أجرمن عنهن” | اعتدال إسماعيل… 42 كم حرّيّة<< بودكاست “أَجْرَمِنْ عَنْهِنْ” | الحلقة الأولى مع حمامة جربان بودكاست “أجرمن عنهن” | ميسان حمدان… ماذا تفعل مقبرة عسكريّة في بلدي؟ >>