شارك البودكاست

ما زالت الآراء مختلفة بشأن تفسير التجربة التركية، منذ بزوغها مطلع القرن الواحد والعشرين، وأغلب هذه التفسيرات تنحو منحىً سياسياً، كالحديث عن دور الأرضية العلمانية الأتاتوركية الصلبة في تأسيس الدولة التركية العصرية، واستجابة العلمانية الليّنة التي جسّدتها رؤية حزب العدالة والتنمية إلى تحوّلات القرن الجديد، عندما تصالحت هذه العلمانية مع منظومة الحداثة السياسية وقيمها المعاصرة في إطارٍ جديدٍ لم يجرّبه الإسلام السياسي من قبل.
قليلة هي المقاربات غير السياسية للتجربة التركية، وإحداها، على سبيل المثال، المقاربة التربوية، والمقصود بها الدور الذي لعبته مدارس الأئمة والخطباء في نجاح التجربة التركية، وكيف شكّلت رهان الاتجاه الإسلامي في تحقيق نهضة الأمة وتقدّمها وازدهارها، وهو التيار الذي راهن على خوض غمار السياسة والتأثير في مفاعيلها، الأمر الذي أفضى إلى وصول تلاميذ الأئمة والخطباء أو المؤمنين بفكرتها الرئيسة إلى السلطة منذ عام 2002.

Series Navigation<< قلم على الهواء | لبنان واستثمار إرث رفيق الحريري | حسام كنفانيقلم على الهواء | رَوْتَنَة الثورة والسياسة مقابل بيان تأميم سورية | مضر رياض الدبس >>