شارك البودكاست

تقول الأسطورة الإغريقية إن أوديب، في طريق عودته إلى موطنه، قتل أباه من دون أن يعرفه، وعندما وصل إلى وجهته، تزوّج أمه وأنجب منها، وحين اكتشف ذلك، فقأ عينيه وهام على وجهه في البراري. وتقول الأسطورة نفسها إن إلكترا، ابنة الملك أغاممنون، طلبت من أخيها قتل والدتها كليمونتين، لأنها شاركت في قتل زوجها. في الأسطورتين، يقتل الابن مثيله الجنسي الذي يمثل السلطة والقوة، وهو ما جعل فرويد يستخدمهما في أبحاثه النفسية مثالا عن العلاقة مع الوالدين، حيث غالبا ما يميل الابن نحو أمه والابنة نحو أبيها. هذا الميل هو الدافع الأول الذي يجعل الابن يقتل أباه والابنة تقتل أمها. والقتل هنا رمزي لا مادي، هو تجاوز للسلطة الجندرية المماثلة وتحالف مع سلطة الجندر المعاكس؛ فبحسب فرويد، الدافع الجنسي (اللبيدو) هو المنبع الأول للسلوك البشري، وهو ما يحرّض اللاوعي على إتمام عملية قتل الأب أو الأم رمزياً.

Series Navigation<< قلم على الهواء | رَوْتَنَة الثورة والسياسة مقابل بيان تأميم سورية | مضر رياض الدبسمفارقات الحرب الروسية الأوكرانية | علي أنوزلا >>