في الحلقة السابعة والعشرين من بودكاست “أجرمن عنهن” ضيفتنا سهيلة غطّاس.
وُلِدَت سهيلة ونشأت في قرية الرامة الجليليّة، وهي ابنة وحيدة لوالديها. نتيجة مشكلة طبّيّة لم تستطع والدتها الإنجاب، لذا كانت ولادتها بمثابة معجزة للعائلة.
كون سهيلة ابنة وحيدة، رفع هذا من سقف التوقّعات منها، فقضت أغلب طفولتها في القراءة والكتابة؛ انعزلت عن محيطها لشعورها بأنّها مختلفة، شعرت بالاغتراب، فكان ملاذها عالم الخيال. في سنّ السابعة بدأت تكتب نصوصًا قصصيّة وشعريّة، كانت تنشر بعضها في مجلّة المدرسة وفي صحيفة “فصل المقال”.
عندما أنهت تعليمها الثانويّ، التحقت بـ “جامعة حيفا” ودرست القانون وعلم النفس؛ اختارت موضوعين صعبين لتثبت لنفسها ولمَنْ حولها قدراتها، ولتكسب مكانة اجتماعيّة تحمي بها نفسها. كشفتها الجامعة على طلّاب وطالبات يشبهونها في الاهتمامات والمبادئ، وقد نشطت سياسيًّا في الحركة الطلّابيّة وفي “التجمّع الوطنيّ الديمقراطيّ”.
عملت سهيلة محامية في مكاتب عديدة في القدس وحيفا في موضوع الأراضي، لكن بعد فترة أدركت أنّ العمل في هذا المجال لا يمنحها الرضا والاكتفاء، فقرّرت العمل في مجال حقوق الإنسان، ووجدت عملًا في القدس.
خلال فترة إقامتها في القدس، اعتقلت السلطات الإسرائيليّة والدها، عضو الكنيست السابق الدكتور باسل غطّاس، وسجنته سنتين. وجدت سهيلة نفسها ووالدتها سوسن وحيدتين، شعرت بالمسؤوليّة، وكان عليها التماسك والثبات. مرّة أخرى، التوقّعات كانت منها عالية، وكان عليها أن تثبت للجميع أنّها قويّة. خلال هذه الفترة، شعرت سهيلة بالغربة، وقد منحها سجن والدها مساحةً لكي تتأمّل حياتها وتعيد تقييمها.
زيارات السجن الكثيرة، التفتيش المهين، ساعات الانتظار الطويلة والمضنية، رؤية والدها من خلف زجاج دون أن تستطيع لمسه، تجربة جعلت سهيلة تتساءل: ما المهمّ فعلًا في الحياة؟ ماذا تريد هي من حياتها؟ أدركت أنّ الحبّ والعائلة والشغف هي الأهمّ.
في هذه المرحلة، توجّهت سهيلة إلى دورات كتابة السيناريو، وكتبت سيناريو لفيلم قصير تمّ إنتاجه وسيرى النور خلال الأشهر القريبة. في دورة السيناريو التقت سهيلة برفعت، ابن قرية مجد الكروم؛ قصّة حبّ تطوّرت بينهما على الرغم من الاختلاف الدينيّ بين عائلتيهما، ما أثار تساؤلات عندها؛ هل تستطيع أن تخطو خطوة من هذا النوع، لا تزال مُسْتَهْجَنَة اجتماعيًّا؟
صارحت سهيلة والديها سوسن وباسل باختيارها. والداها العلمانيّان والمنفتحان اجتماعيًّا، باركا خيار ابنتهما ودعماها.
رسمت سهيلة ورفعت علاقتيهما، ثمّ سافرا إلى قبرص وتزوّجا زواجًا مدنيًّا. ضغط العائلة والأصدقاء جعلهما يقيمان عدّة حفلات على مدار ثلاثة أشهر، وقد مثّلت قصّتهما قدوة لأهل آخرين رافضين للفكرة.
عن الاختيارات في الحياة وثمنها، ستحدّثنا سهيلة.
إعداد وتقديم: سهى عرّاف
تحرير وإنتاج: علي مواسي، عبد أبو شحادة، ديمة كبها.
للتواصل: [email protected]
[email protected]
- هبّة الكرامة | ليلى كيوان… أمّ الشهيد
- منى خليل…لماذا تركت الحصان وحيدًا يا ولدي؟
- سعاد نصر مخّول…من وادي الصليب إلى وادي النسناس
- هبة شريم… عودة إلى الأنوثة
- أماني طاطور… مقهى لإحياء سوق الناصرة
- بودكاست “أجرمن عنهن” | سهيلة غطّاس… الحبّ مذهب
- مرح زحالقة… فنّانة سواقة
- بديعة شعبان… المرأة الّتي منعت استمرار مجزرة شفاعمرو
- جنان عبده… حشر السجن في الزاوية
- سلوى نقارة… السوق كانت مسرحي الأوّل