شارك البودكاست

في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أَجِدُ
أهذهِ صَخرةٌ أم هذهِ كَبِدُ

قدْ يقتلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُدوا
عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِدوا

تَجري على رَسْلِها الدنيا ويَتْبَعُها
رأْيٌ بتعليلِ مَجْراها ومُعْتَقَدُ

أَعْيَا الفلاسفةَ الأحرارَ جَهْلُهمُ
ماذا يُخَبِّي لهم في دَفَّتَيْهِ غَدُ

طالَ التَّمَحُّلُ واعتاصتْ حُلولُهمُ
ولا تَزالُ على ما كانتِ العُقَدُ

ليتَ الحياةَ وليتَ الموتَ مَرْحَمَة ٌ
فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لَبدُ

ولا الفتاةُ بريعانِ الصِّبا قُصِفَتْ
ولا العجوزُ على الكَفَّيْنِ تَعْتَمِدُ

وليتَ أنَّ النسورَ اسْتُنْزِفَتْ نَصَفَاً
أعمارُهُنَّ ولم يُخْصَصْ بها أحدُ

حُيِّيتِ أمَّ فُرَاتٍ إنَّ والدةًً
بمثلِ ما انجبتْ تُكْنى بما تَلِدُ

تحيَّةً لم أجِدْ من بثِّ لاعِجِهَا
بُدَّاً وإنْ قامَ سَدّاً بيننا اللَّحدُ

بالرُوحِ رُدَّي عليها إنّها صِلَةٌ
بينَ المحِبينَ ماذا ينفعُ الجَسدُ

عَزَّتْ دموعيَ لو لمْ تبعثي شَجناً
رَجعتُ منهُ لحرَّ الدمعِ أَبْتَرِدُ

خلعتُ ثوبَ اصطبارٍ كانَ يستُرُني
وبانَ كَذِبُ ادَّعائي أنني جَلِدُ

بَكَيْتُ حتى بكا مَنْ ليسَ يعرفُني
ونُحْتُ حتىَّ حكاني طائرٌ غَرِدُ

كما تَفجَّر عيناً ثرةًً حَجَرُ
قاسٍ تفجَّرَ دمعاً قلبيَ الصَّلِدُ

إنَّا إلى اللهِ! قولٌ يَستريحُ بهِ
ويَستوي فيهِ مَن دانوا ومَن جَحَدُوا

مُدي إليَّ يَداً تُمْدَدْ إليكِ يَدُ
لا بُدَّ في العيشِ أو في الموتِ نَتَّحِدُ

كُنَّا كشِقَّيْنِ وافى واحِدا ً قَدَرٌ
وأمرُ ثانيهما مِن أمرهِ صَدَدُ

ناجيتُ قَبْرَكِ أستوحي غياهِبَهُ
عنْ حالِ ضَيْفٍ عليه مُعْجَلاً يَفِدُ

وردَّدَتْ قَفْرَة ٌ في القلب ِ قاحِلة ٌ
صَدى الذي يَبتغي وِرْدَاً فلا يَجِدُ

Series Navigation<< ايها المارون بين الكلمات العابرة محمود درويشنهنهني الليل – مظفر النواب >>