شارك البودكاست

في زمانٍ من الأزمان، في قرية هادئة صغيرة، عاش صديقان مقرّبان يُدعيان نورا وراشد. في كل ليلة، كانا يجلسان تحت نجومٍ وامعة ويشاركان بعضهما قصص يومهما. لكن في إحدى الأمسيات، حدث شيء غير عادي.

بينما كانا ينظران إلى السماء، اجتاحت نجمة ساطعة السماء، مُتركة وراءها ذيلًا من غبار النجوم المتلألئ. أمنى نورا وراشد بأمانيهما في نفس الوقت. “أمنيتي هي مغامرة سحرية” أمنت نورا. “أمنيتي هي رحلة إلى أرض من العجائب” أمن راشد.

لم يكونا يعلمان، أن أمانيهما سمعتها جنية سحرية تُدعى لومينا. ظهرت أمامهم بابتسامة متلألئة. “تحققت أمانيكما، أيها الأطفال الأعزاء” قالت لومينا. “هذه الليلة، ستمتلكان مغامرة أحلام في أرض تتخطى خيالكما.”

استغرق الأمر نورا وراشد إلى النوم متحمسين، وبينما أغلقوا أعينهم، وجدوا أنفسهما واقفين في مرج خلاب مليء بالزهور التي تتوهج في ضوء القمر. الهواء كان عطرًا والنجوم أعلى كانت مثل فوانيس صغيرة تنير الليل.

ظهرت لومينا مرة أخرى، وهذه المرة كمرشدة. “مرحبًا بكما في أرض الأحلام” قالت. “هنا، يتحقق خيالكما ويأتي إلى الحياة.”

بإرشاد من لومينا، حلق نورا وراشد عبر السماء على ظهور مخلوقات طائرة ودية. زارا جبال الحلوى، حيث تجري الأنهار بحليب الشوكولاتة، ورقصا مع حيوانات تتكلم في الغابات المسحورة. حتى أقاموا حفلة شاي مع سحب طائشة تروي نكاتٍ مضحكة.

لكن مع بزوغ الفجر، قالت لهم لومينا إن مغامرتهما قد اقتربت من نهايتها. “حان وقت العودة” قالت بلطف.

بصعوبة، قال نورا وراشد وداعًا للعالم السحري واستيقظا في أسرتيهما المريحتين. لم يستطيعا الانتظار لمشاركة مغامرتهما الحلمية مع بعضهما البعض.

منذ تلك الليلة، علم نورا وراشد أن الأحلام تحمل سحراً لا يصدق وقوة لأخذهما في رحلات عجيبة. لم يتوقفا عن مشاركة قصصهما تحت سماء النجوم، عالمين بأن أحلامهما قد تتحقق، حتى وإن كان ذلك فقط في عالم الأحلام.

وهكذا، بقلوب مليئة بالدهشة، غطوا نورا وراشد على النوم كل ليلة، متحمسين للانطلاق في مغامرات جديدة في أرض الأحلام مرة أخرى.

Series Navigation<< احمد وفاطمة والممر السحريقصة من التراث اليوناني (اريانا والدولفين) >>