تعدّدت معارض الكتاب العربية، ولا يكاد يخلو منها بلد، بل مدينة عربية، وصارت مواسمها المتتابعة من بيروت إلى الدوحة إلى الدار البيضاء إلى الرياض تشكل الأرض الأهم للثقافة العربية ومنتوجها الفكري المتشكل بين دفتي كتاب. لكن تظل لمعرض القاهرة الدولي للكتاب مكانته بينها، ليس وحسب لكونه الأول عربيا من حيث النشأة (دورته الأولى في 1969)، فيما تنعقد دورته الثالثة والخمسون هذه الأيام، وليس لأنه الأضخم بعارضيه الذين يتجاوزون الألف ناشر عربي ودولي، وبحجم صناعة النشر المصرية الكبير التي يستند إليها، ولكن لأنه، منذ نشأته، ظل تظاهرة ثقافية عربية جامعة، يتلاقى في إهابها مثقفو العرب ومبدعوهم، حتى كان بالإمكان أن ترى من خلاله بوصلةً لحال الثقافة العربية.
<< معاناة فلسطين ونفاق المعايير المزدوجة | مصطفى البرغوثيقلم على الهواء | الحرية تبدأ من المنازل | محمد أبو الغيط >>