شارك البودكاست

إيهِ الأساطيلَ لا ترهبوها
قِفوا لو عُراة كما قد وُلِدتُم
وسُدُّوا المنافِذَ في وَجهِها
والقُرى والسواحِلَ والأرصفة
أُنسُفوا ما استَطَعتُم
إليهِ الوصولَ
مِن الأجنبيِّ المُجازِف
واستَبشِروا العاصفة
مرحباً أيها العاصفة
أحرِقوا طُغَمَ القَمعِ
مِن خلفِكُم
فالأساطيلُ والقَمعُ
شيئٌ يُكَمِّلُ شيئاً
كما يتنامى الكَسادُ
على عُملَةٍ تالِفة
بالدبابيسِ والصَّمغِ
هذي الدُّمى الوطنيةِ واقِفَةٌ
قَرِّبوا النارَ منها
لا تُخدَعوا إنها تتغيّر
لا يتغيّرُ منها سوى الأغلِفة
مرحباً أيها العاصفة
أيها الشعبُ
أُحشُ المنافذَ بالنارِ
أشعِل مياهَ الخليجِ..تَسَلَّح
وعَلِّم صِغارَكَ نقلَ العِتادِ
كما ينطِقونَ إذا جاشَت العاطِفة
لا تَخَف
نَصّبوا حامِلات الصواريخ
نَصّبوا جوعَكَ
ضَع قَبضَتَيكَ
على الساحِلِ العَربيّ
وصَدرَكَ والبندقيةَ
والشَّفَةَ الناشِفَة
رَبُّ هذا الخليج.. جماهيرُهُ
لا الحكوماتُ
لا الراجِعونَ إلى الخَلف
لا الأطلسيُّ
ولا الآخرون
وإن نضَحوا فلسفة
لا تَخَف
إننا أمةٌ لو جهنمُ
صُبَّت على رأسِها واقفة
ما حنى الدهرُ قامَتَها أبداً
إنما تنحني لتُعينَ المقاديرَ
إن سَقَطت أن تقومَ
تُتِمَّ مَهماتِها الهادِفة
يا حُفاةَ العرب
يا حُفاةَ العَجَم
إدفَعوا الهادِر البشريّ المُسَلَّح
ضُكّوا على عُنق السُفُن الأجنبيةَ
أُلووا مدافَعها في ادعاءاتها الزائفة
حَشِّدوا النفط
فالنفط يعرف كيف يقاتل
حين تطول الحروب
وقد يُتقِن الضربة الخاطفة
يا جنودَ العرَب
يا جنودَ العَجم
أيها الجُند
ليسَ هنا ساحةُ الحرب
بل ساحةُ الإلتحامِ
لِدَكِّ الطُغاة
وتَصفيَةٍ لبقايا عُروشٍ
تُوَسِّخُ في نَفسِها خائِفة
أيها الجند
بوصلةٌ لا تُشيرُ
إلى القدسِ مشبوهَةٌ
حَطِّموها على قُحفِ أصحابِها
إعتَمِدوا القلب
فالقلبُ يعرِفُ
مَهما الرياحُ الدَّنيئَةُ
سَيئَةٌ جارِفة

هل أرى كل هذا السلاحِ
لقد داسَ مَن داسَ
مُتَّجِهاً نحو يافا
بنيرانِهِ الجارِفة
جاءَ يومُ الجماهيرِ
ما أخطأت أنها
بمقاديرِها زاحِفة
ليسَ وعداً على ذِمّةِ الدهرِ
غيرُ الجماهيرِ
والعبقرِيات والعاصِفة
مرحباً أيها العاصِفة
مرحباً سيقومُ مِن الجُرحِ
أكثرَ عافيةً وطني
بِجِراحاتِهِ النّازِفة
دفنوهُ عميقاً
فقامَ الترابُ بهِ
إذ تَملمَلَ
فالقوَّتانِ هي القوَّةُ الخائِفة
صِرتُ شوقاً مُخيفاً
لكَثرةِ ما اشتَقتُ يا وطني
أن أُ حَطَّ على كلِّ بابِ
خُدودي وألثُمُها ويدي
مِثلما شفتي هاتِفة
أيهذا الدمُ العربيّ
لماذا هُدِرت
وواجِبُكَ العسكريُّ فلسطينُ
أنتَ أجِب أيها الدم
يا سيّدَ المَعرِفة
أيها اليأسُ
يا مُثقَلاً بالغرائِزِ
سُمَّاً على شَفَتيَّ امتَقِع
أيها الزبَدُ الأُرجُوانُ
الثَقيلُ علِ شَفَةِ المُلحِدينَ
بكُلِّ القبائِلِ زِد وارتَفِع
رَفرِفي رايةَ الحَدسِ
رُدّي الشجاعةَ للدَّهرِ
تستَيقِظُ الفَلَتاتُ
وتُعطي نُبوءَتَها القاصِمة
إجمعي أمّةَ الحُزنِ
واستأمنيها المفاتيحَ
دهراً فدهراً

..

Series Navigation<< سلفيني – مظفر النوابفي القدس – تميم البرغوثي >>