شارك البودكاست

عشق أحمد جبر المحاسبة، وتخصص فيها.. كانت الأرقام حياته، ورأسه مليئة بالمعادلات الحسابية المعقدة، لكن الأرقام والمحاسبة وحياته ذاتها ستنقلب رأسا على عقب!
في البداية، سار كل شيء على ما يرام في حياة الشاب المصري المغترب، بل بدت الأمور مثالية أكثر وأكثر؛ وظيفة جديدة، راتب أكبر جوائز في مجال عمله.. حتى أن أحمد بدأ يلاحق شغفه القديم بإطلاق برنامج إذاعي.. اسمه “دائما متفائل”.
حتى تلك ليلة من صيف 2014.
كان أحمد يستعد لحضور حفل خطوبة لأحد أصدقائه.. زوجته في الخارج تشتري هدية الحفل … لا أحد في المنزل سوى ابنتِه.. عمرها 4 سنوات.. وهو على بعد دقائق قليلة من حدث سيغير حياته إلى الأبد..
بلا توقع ولا مقدمات، فجأة، جاءته السكتة الدماغية.
أصيب أحمد بنزيف في المخ وهو في أوائل الثلاثينيات من عمره.
كانت حالته خطيرة؛ فاضطر الأطباء لإزالة ثلث جمجمته لتخفيف الضغط عن المخ.
بين العملية الأولى لتخفيف الضغط وإزالة جزء من الجمجمة، والعملية الثانية لإعادة تركيب ذلك الجزء المفقود، قضى أحمد في المستشفيات أشهرا طويلة، ثم خرج ليواجه واقعا مختلفا.
خرج جبر من غرفة العمليات وهو يعاني من شلل في اليد والرجل، حبسة كلامية، ونوبات صرع، وقدرات عقلية متدهورة.. لكنه وعلى مدار سنوات من الإصرار والعمل الدؤوب، يتغلب على مشاكل الكلام والتعبير .. يمارس التمارين الرياضية في صالة الألعاب، وأخيرا يعود إلى عمله..
يقول أحمد إن “التحسن عملية مستمرة”، وإن التجاوز قرار، وإلهام ومثابرة.

Series Navigation<< علمني ريانسبعيني ضد التيار >>