في الحلقة الخامسة عشرة من بودكاست “أَجْرَمِنْ عَنْهِنْ” نستضيف أمل (اسم مستعار)، وهي المرّة الأولى الّتي نسجّل فيها حلقةً دون إفصاح عن هويّة الضيفة، حفاظًا على سلامتها وأمنها الشخصيّ.
أمل سيّدة حيفاويّة الأصل، نشأت وترعرعت في ظلّ عائلة محافظة، خطبها قريبٌ لوالدتها يكبرها بعشر سنوات، وهي بَعْدُ في السادسة عشرة، ما جعل أهلها يخرجونها من المدرسة بحجّة أنّه “جاءها نصيبها” ولا حاجة إلى أن تكمل دراستها. في سنّ الثامنة عشرة تزوجّت أمل، وقد أدركت في “شهر العسل” أنّها تزوّجت من رجل عنيف، جسديًّا ولفظيًّا ونفسيًّا.
عانت أمل الأمرّين مع زوجها، وبعد فترة لجأت إلى أهلها وهي حامل بابنها الأوّل، إثر تعرّضها للاحتجاز والتجويع والتعنيف، لكنّ والدتها وجدّها أصرّا على عودتها إلى منزل زوجها. استمرّت حياة الجحيم في في ظلّ الزوج الّذي كان يشتدّ شراسة، ويطوّر آليّات العنف والتعذيب.
ذاقت أمل مختلف أنواع العنف والتعذيب، من اغتصاب وضرب مبرح وإهانات وشتائم، حتّى جاء يوم وقام الجيران بتقديم بلاغ للشرطة، فاستُدْعِيَ زوجها واعتُقِلَ لفترة وجيزة، لكنّه عاد إلى منزله، وراح يعنّفها بضراوة أكبر ويعاقبها بمختلف الطرق.
أنجبت أمل أربعة أولاد، وبعد صراع طويل مع الخوف والقهر والذلّ والإهانات والموت الداخليّ البطيء، قرّرت أن تختار الحياة والأمل؛ فتركت منزل زوجها بعد أن توجّهت إلى الشرطة عشرات المرّات، لكن دون نتيجة. على الرغم من كلّ ما مرّت به، لا تزال والدتها غير راضية عن تركها لزوجها، ولا تزال تلومها على فعلتها.
ما بين المجتمع الذكوريّ الأبويّ، والشرطة الإسرائيلية، وسلطويّة العادات والتقاليد، والعيب والحرام، والتوقّع من المرأة أن تكون خانعة وقنوعة، تسقط عشرات النساء في براثن الموت سنويًّا، ومنهنّ مَنْ ينجون، مع جراح تبقى غائرةً في أجسادهنّ ونفوسهنّ.
إعداد وتقديم: سهى عرّاف
تحرير وإنتاج: علي مواسي، عبد أبو شحادة، ديمة كبها
للتواصل: [email protected]
[email protected]
- هبّة الكرامة | ليلى كيوان… أمّ الشهيد
- منى خليل…لماذا تركت الحصان وحيدًا يا ولدي؟
- سعاد نصر مخّول…من وادي الصليب إلى وادي النسناس
- هبة شريم… عودة إلى الأنوثة
- أماني طاطور… مقهى لإحياء سوق الناصرة
- بودكاست “أَجْرَمِنْ عَنْهِنْ” | أمل في الحياة… بعد سنين من كوابيس لا تنتهي
- مرح زحالقة… فنّانة سواقة
- بديعة شعبان… المرأة الّتي منعت استمرار مجزرة شفاعمرو
- جنان عبده… حشر السجن في الزاوية
- سلوى نقارة… السوق كانت مسرحي الأوّل