شارك البودكاست

تُكْتَبُ هذه السطور صباح الخميس الباكر، وقد بدأ ما يبدو أنه اجتياح روسيٌّ لأوكرانيا، لا يُعْرَفُ حجمه وطبيعته بعد. بغض النظر عن المدى الذي ستذهب إليه موسكو، سواء اكتفت باحتلال الجزء الشرقي من أوكرانيا، أم مضت في التوغل وصولاً إلى العاصمة الأوكرانية، كييف، وما وراءها، فإننا أمام إرهاصات تشكل نظاما عالميّا جديدا. ما يجري ليس إعادة ترسيم للخرائط الجيوستراتيجية أوروبياً، فحسب، ومحاولة العودة بها إلى الحدود التي كانت قائمةً في حقبة الحرب الباردة بين المعسكرين، الرأسمالي والاشتراكي، زمن الاتحاد السوفييتي البائد، بل تذهب إلى أبعد من ذلك إلى حد محاولة فرض توازنات جيوسياسية عالمية جديدة. لقد اختارت روسيا تحدّي الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، على الرغم من أنها تعلم أن العقوبات الاقتصادية التي بدأ الغرب بفرضها عليها، قبل بدء الاجتياح، ستكون صعبة، إن لم تكن كارثية ووخيمة، كما حذّر الرئيس الأميركي، جو بايدن، غير مرة.

Series Navigation<< الشيخ إبراهيم عيسى .. والمجاهد علاء مبارك | وائل قنديلالعجز الغربي والضحية الأوكرانية | حسام كنفاني >>