شارك البودكاست

فكرة جديدة، بطلاها شاب يدعى ريد هاستينغز وشريكه مارك راندولف .. تغير الفكرة نمط مشاهدتك للتلفزيون؛ بل ونمط الإنتاج الفني كله.

حين ظهرت نتفلكس أول مرة عام 1997، كانت تخطط للسيطرة على شبكات التلفزيون، لكن قبل ذلك كان عليها أن تقضي على بلوك باستر أهم موزعي الفيديو في الولايات المتحدة.

حرب، خلفت الكثير من الخسائر، آلاف المكاتب والمتاجر الخاوية وعشرات المليارات من الدولارات.

هذه هي الحلقة الأولى، من سلسلتنا الجديدة، نحكي عبر ثمان حلقات تفاصيل المعركة الشرسة بين نتلفكس ومنافسيها منذ ظهورها .. في البداية ضد بلوك باستر .. ثم ضد أكبر الشبكات التلفزيونية HBO

بعد أن قام هاستينغز بعرض شراء مشتركي بلوك باستر أون لاين من أنتياكو، وافق أنتياكو على تقديم طلبه إلى مجلس الإدارة.

لكن ما لم يخبره به، هو أنه سيوصي المجلس برفض الطلب وترك نتفليكس لينتهي أمرها.

في الوقت نفسه، كانت نتفليكس تكافح من أجل اكتساب الشرعية في هوليوود. حيث أدركت نتفليكس سريعًا أنه قبل أن تتمكن من هزيمة أباطرة هوليوود، يتعين عليها أولا القضاء على بلوك باستر.

“فكر مثل عدوك” ربما كانت هذه هي أفضل طريقة للقضاء عليه، وخلال هذه الحرب، حاولت بلوك باستر استخدام كل ما في جعبتها من حيل لاقتحام حصون نتفليكس.

حتى لو بلغ الأمر بهم إرسال فرق استطلاع تستكشف أسرار مستودعات نتفليكس، ونقاط قوتها .. وهو ما ساعد بلوك باستر لكي توجه ضربتها، كانت الضربة قاسية هذه المرة. لقد هاجموا نتفليكس بكل قواهم، لكن الحرب لم تنتهي بعد.

هل تعرف هذا التعبير: “المحتوى هو من يحكم؟” حسناً، الأمر ليس كذلك دائما.. في بعض الأحيان يكون من يحكم هو خوارزمية تعمل بجد لتغيير عادات العملاء.

بهذه الآلية تفوقت نتفليكس على بلوكباستر. إضافة بالطبع لأسبقيتها في مجال لم يؤمن به أحد آنذاك.. البث عبر الإنترنت لكن تربع نتفليكس على العرش الآن يعني أن المخاطرة أصبحت أكبر.. وأنها إن سقطت فستكون سقطتها قاتلة.

نعود بالزمن خطوات للوراء لاستكشاف كيف تحولت شركة صغيرة تسمى Home Box Office من تقديم أفلام الدرجة الثانية إلى ثلاثمائة وخمسة وعشرين منزلا في مدينة ويلكس بار، بولاية بنسلفانيا لتصبح أهم شركات الإنتاج التلفزيوني التي نعرفها اليوم باسم HBO.

بل وتصبح رائدة المجال والمعيار الذي تقيس عليه جميع القنوات التلفزيونية الأخرى أداءها.

بعد عقود من تألق “اتش بي او” في مجال صناعة المحتوى، تدخل نتفليكس الحلبة الآن بقوة .. وتخوض مغامرة جديدة؛ هذه المرة ستعرض حلقات أولى مسلسلاتها دفعة واحدة.

يتعجب منتجو هوليوود من ذلك؛ فلماذا تطرح كل حلقاتك مرة واحدة مادام بإمكانك جذب المشاهد مرة بعد مرة، لكن نتفليكس كانت تعلم أنها على الطريق الصحيح.. لتقود بذلك تغيرا جديدا في سلوك المشاهدة؛ إنه نهم المشاهدة.

في لحظة واحدة تنطلق خدمة نتفليكس في 130 دولة… إنه المستقبل الذي تخيله ريد هاستينغز ومارك راندولف قبل عقدين من الزمن.

لكن تفرد نتفليكس بالصدارة يوشك أن يتغير… تعلن “اتش بي او” إطلاق خدمة البث الرقمية… وهو ما يربك سوق الخدمات التلفزيونية المدفوعة بالكامل.

فهل تستطيع “اتش بي او” الحفاظ على مكانتها في سوق الإنتاج التلفزيوني أم تجد نفسها خارج المنافسة… تماماً…

الآن.. يتسع سوق البث الرقمي، تدخل ديزني المنافسة.. ليست منصتها قاصرة على كلاسيكيات الرسوم المتحركة بالطبع بل ستشتري الشركة شركات أخرى تجعل محتواها موجها لكافة الأعمار.

ليست ديزني وحدها.. بل ستطلق شركة أخرى لم تخض يوما تجربة الإنتاج التلفزيوني منصتها أيضا، إنها آبل..

وأمام طوفان المنصات المدفوعة.. منافس جديد لايزال وفيا للتقليد التلفزيوني المعتاد.. الإعلانات كمصدر وحيد للربح!

ولا تزال الحرب مستمرة..

Series Navigation<< فيسبوك ضد سناب شات – حروب الأعمال أديداس ضد نايكي -حروب الأعمال >>