في هذه الحلقة سيكون الروائيُّ البيروفي ماريو بارغاس يوسا الحاصلُ على جائزةِ نوبل عام 2010 صاحبُ روايةِ حفلةُ التيس، وقصةُ مايتا، وشيطناتُ الطفلةِ الخبيثة، وغيرِهِا من الأعمالِ العالميةِ والفريدة، هو موضوعُ حلقتِنا.
حين نشر يوسا روايتَه الأولى (المدينةُ والكلاب) عام 1963، عرف القرّاءُ والنقادُ والروائيون أنهم أمامَ موهبةٍ فذةٍ قادمة، لقد جاءَ يوسا دُفعةً واحدة، بموهبةٍ متكاملة منذُ البَدء، وهذا لا يحدثُ عادةً مع الروائيين.
هل يعني هذا أن يوسا وُلِدَ بموهبةٍ كاملة، وأننا أمامَ حالةٍ من الكمالِ النابعِ من القدراتِ الذاتية، أمْ أنّ اجتهادَه هو ما قادَه إلى ذلك، أمْ كلا الأمرينِ معاً؟!
وُلِدَ يوسا عام 1936 في البيرو، عاشَ أعوامَه العشرَ الأولى في بوليفيا، ثم عادَ إلى بلدِه ودرسَ الحقوقَ وتزوجَ في عمرِ التاسعةِ عشر، من قريبةٍ له، تكبرُه بثمانيةَ عشرَ عاما، والتي استوحى منها روايتَه (الخالةُ جوليا والكاتب)، إلا أنهما تطلقا بعد ذلك، وتزوجَ من أخرى وأنجبَ أبناء، وتنقّلَ كثيرا في أوروبا بين باريس ولندن ومدريد، حيث عَمِلَ مترجمًا، وصحفيًا، وأستاذًا في اللغة.
لقد كان يوسا يؤمنُ بأهميةِ العملِ الجادِ والمستمر، وأن يُسّخِّرَ المرءُ حياتَه للكتابة، ومن أجلِ الكتابة. فإذا أردتَ أنْ تكونَ كاتبًا، عليك أنْ تعيشَ من أجلِ ذلك.
بدأتْ شهرَتُهُ معَ روايتِه الأولى، وتصاعدتْ وتأكدتْ مع رواياتِه وقَصَصِهِ التي بلغتْ العشرين. فقدْ كان يُصدرُ في كلِّ ثلاثِ سنواتٍ عملاً جديدًا، هذا غيرَ المقالاتِ والدراساتِ النقدية. ومع كلِّ عملٍ كان يُثبِتُ أنّ موهبَتَه ليستْ عابِرَةً ولا مؤقتة، بلْ حقيقيةً ومتدفقةً ونبْعُها صافٍ وعميق.
في هذه الحلقة سنتعرف على أدوات يوسا وعلى حيله الفنية في عدد من أعماله، يهمنا معرفة رأيك، وتقييمك للبودكاست على APPLE PODCAST، كما تسعدنا اقتراحاتكم على [email protected].
هذا البرنامج فكرة وتنفيذ كولاج Collage.sa، وبدعم من مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي بالظهران إثراء.