بعد أن يضعنا جيمس في صورة كاملة للتناقض بين طريقتين للنظر إلى الحياة، مرتبطتين بما تحدثت عنه في الجزء الأول، ويسميه جيمس العقل السليم الذي يولد مرةً واحدةً فقط، مقابل النفوس المريضة، وشَمَل نفسه، والتي يجب أن تولد مرتين لكي تكون سعيدة. والنّتيجة، يجادل جيمس، مفهومين مختلفين لعالم التجربة. في دين المولود مرةً واحدة، يكون العالم نوعًا من العلاقات شبه الخطيّة أو علاقة من طابق واحد، ويتم حفظ حساباته ضمن فئة واحدة، وتحتوي أجزاء هذا العالم على القيم التي تبدو وكأنّها تمتلكها بشكل طبيعيّ. والتي يكون مجموعها هو نتاج عمليّة حسابيّة بسيطة؛ القيمة الإجمالية تساوي مجموع الإيجابيّات والسلبيّات، وتكون السعادة والسلام الديني في العيش على الجانب الإيجابي من الحساب. من ناحية أخرى، وفي دين المولود مرتين، إنّ العالم لغز من طابقين، ولا يمكن الوصول إلى السلام بمجرد إضافة الإيجابيّ وحذف السّلبيّ، كما فعل سبينوزا، عندما حذف الشر من الوجود. في دين المولود مرتين، إنّ الخير الطبيعيّ ليس غير كافٍ وعابرًا فحسب، بل ثمّة شيءٌ زائف كامن في وجوده. يريد جيمس القول، لا يكفي أن نبحث في كون الناس سعداء أم لا، نحن في حاجة إلى معرفة قصّة كيف وصلوا إلى تلك السعادة، سواء السّعادة الدينيّة أو سعادة الإنسان بشكل عام
تعليق واحد
[…] الجزء الثاني من هنا […]