في هذه الحلقة سيكون الروائي التركي صاحبُ روايةِ متحفُ البراءة، واسمي أحمر، وثلج، وغيرهِا من الأعمالِ العالميةِ والفريدةِ هو موضوعُ حلقتنا.
وُلدَ أورهان باموق عامَ 1952، أحَبَّ أن يكون رساما منذُ صغرِهِ، لكنه بعد العشرين فاجأ عائلتَه بهذا القرار: «لن أكون رساماً ـ سأكونُ روائياً!»
لم تكن رغبتُه في أن يحترفَ كتابةَ الرواية، نزوةً عابرة، فقد أبدى صرامةً والتزاما ملفتا للكتابةِ في حياتِه. يستيقظُ الخامسةَ صباحًا ويعملُ لساعتين، ثم يأخذُ ابنتَه للمدرسة، ويذهبُ لمكتبِه ويكتبُ ويبحثُ لساعاتٍ، ثم يعودُ للمنزل.
يقول أورهان: أنا كاتبٌ ملتزم، وأعتقدُ أن كلَّ روائي يجبُ أن يكونَ ملتزما. أعملُ كثيرًا ولكني لا أشعرُ أني أعمل، أشعرُ أنّ داخليْ طفلٌ يلعب. عندما أقولُ إني أعملُ كثيرًا لا أقصدُها بشكلٍ سَلْبِي، فأنا اقولُها وأعني أني أستمتعُ بالحياةِ كثيرًا بينما أكتب.
لم يخْفُتْ حبُ الرسمِ في نفسِ أورهان، ففي سنِّ الأربعين أخذَ قرارَه بأن يكتبَ روايةً عن الرسامين، أراد أن يخبرَ القارئَ كيف يكونُ شعورُ الرسام، ويدُه تتحرك على الورقة وترسمُ خطاً، ماذا يدورُ في ذهنِه؟ وماذا يخالجُه من شعور.
كتب روايته الشهيرة (اسمي أحمر) ومن أجلِ الإعدادِ لهذِه الرواية، أجرى بحثًا في المخطوطاتِ ورسومِ الفنِّ الإسلامي، في الفترةِ ما بين القرنينِ الخامسِ والسادسِ عشر. وقرأَ وقلّبَ النظرَ في الملحمةِ الفارسيةِ “الشاهْ نَامَة” مراتٍ عدة. وعاد إلى سجلاتِ المحكمةِ العثمانية، والسجلاتِ الماليةِ والمدنية، لإيجادِ تفاصيلَ الحياةِ اليوميةِ في ذلك الزمن. كما اشتغلَ على تطويرِ أسلوبِه السردي في تحريكِ مخيلِةِ القارئِ البصرية.
لقد عملَ أورهان بجدٍ على إنتاجِ هذا العمل، الذي يُعدُّ أهمَّ وأشهرَ أعمالِه الروائية.
في هذه الحلقة سنتعرف على أدوات أورهان باموق في عدد من أعماله. يهمنا معرفة رأيك، وتقييمك للبودكاست على APPLE PODCAST ، كما تسعدنا اقتراحاتكم على [email protected].
هذا البرنامج فكرة وتنفيذ كولاج Collage.sa ، وبدعم من مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي بالظهران إثراء .