شارك البودكاست

فيلم “زقاق الكوابيس”.. الحياة الأميركية بوصفها كرنفالا لعلل النفس البشرية

دراما اجتماعية يختلط فيها الانجذاب الأعمى إلى الغيبيات في مقابل آثام الماضي.

فيلم “زقاق الكوابيس” المأخوذ عن رواية بنفس العنوان للروائي الأميركي وليام غريشام، سنكون مع رواية سبق وأن تم إعدادها سينمائيا قبل قرابة 75 عاما، وها هي تعود من جديد إلى الشاشة وهي رواية الكاتب الأميركي وليام غريشام التي تعود طبعتها الأولى إلى العام 1946 فيما نقلها إلى الشاشة المخرج إيدموند غولدينغ في نفس العام، وأسندت البطولة والشخصية الرئيسية ستانتون كارلايل إلى الممثل المعروف تيرون باور ( 1914 – 1958) ولقي الفيلم في حينه اهتماما نقديا جيدا.

ها نحن مع معالجة سينمائية مختلفة على يد كاتب السيناريو والمخرج مكسيكي الأصل الحاصل على الأوسكار غوليرمو ديل تورو إلى جانب كاتب السيناريو كيم مورغان.

التحول الدرامي الأهم في الرحلة إلى ذلك العالم هو اللقاء الذي يجمع ستانتون مع الطبيبة النفسانية الدكتورة ليليت ريتر (الممثلة كيت بلانشيت) في واحد من أدوارها المميزة.

يلتقي هنا التنويم المغناطيسي مع الإيهام والخداع النفسي ويلتقي الإغواء الكاذب بعلل النفس البشرية في مزيج فريد، وذلك ما يتجسم في اللقاء الأول المليء بالغرائبية بين الاثنين، وعلى ستانتون أن يعرف وهو مغمض العينين ماذا يوجد في حقيبة ليليلت إن كان حقا يستند إلى الخارقية، وبينما هو يستند حقا إلى ذكاء وفطنة وربط بين الأشياء، وهو الاختبار الأول الذي سوف ينجح فيه ستانتون لتبدأ رحلته مع ليليت.

وكأننا أمام قسمين منفصلين في السرد الفيلمي، فالانتقالة الجديدة التي وجد ستانتون ومولي نفسيهما في وسطها وهي التي ترى الأمر برمته مفبركا وكاذبا وأن العودة إلى حقيقتها وإلى بيئتها وأصحابها في الكرنفال هي التي تحقق لها توازنها النفسي.

Series Navigation<< نقد وتحليل لفيلم أصداء من الماضي للمخرج نيكولاس ديمتروبولوس – كيف يتم انتاج الفيلم التاريخي؟ وهل مطلوب من المخرج أن يوثق أحداث الماضي؟ ومن هو الممثل العالمي الذي أدى في هذا الفيلم دوره الاخيرالأخطاء العشرة كاتب السيناريو ( القسم الثاني ) common scriptwriting mistakes >>