أجد أنه لا شيء يسمى البدء من نقطة الصفر عندما يتعلق الأمر بالذات ، ليس لأي بشري في حالة ذهنية سليمة القدرة على نسيان كل ما مر به ، و التعالي على عقله ثم ذاكرته وحذف كل حدث من ذاكرته كحذف أي ملف أو صورة من أي جهاز إلكتروني أعطاه بشري آخر قدرة الاحتفاظ بالأشياء. إنك منذ نشأتك وأنت تسجل كل فعل لك وحدث حصل لك في كتابك الذي يحوي ماهيتك ، تاريخك بكل ما فعلته وما مررت به سيء كان أم جيد . إياك والتمرد على الطبيعة وتقوي وتعزز وجود كل ما أردت أن تنساه بقولك” أريد النسيان والبدء من جديد ” ، إن لك حقين : حق المكوث والتوقف عند تلك اللحظات التي جعلتك تردد تلك الجملة ، وحق المضي قدما والبدء بفصل جديد أو صفحة جديدة سم الفعل كما شئت ، وكتابة أشياء أجمل مما سبق ، أو رسم مشاهد أكثر تلونا وسطوعا من ظلماتك التي كنت فيها. تخيل وكأنك بأفعالك وبحياتك تكتب رواية طويلة أو تؤلف فيلما . أعتقد أنك لا تريد أن تجعل القراء والمشاهدين بأن يشعروا بالسأم مما يشاهدون أو يقرأون ، أنت كذلك. هل سبق لك أن شاهدت فيديو لك قد سجلته باستعمال هاتفك او كاميرتك؟ وبدأت بالضحك أو بالتساؤل عن ماذا كنت تفعل أو تقول أو تفكر به، وكأنك لم تكن يوما ما هذا الشخص الذي تشاهده ، وكأنك شخص آخر تماما .. هذا أنت عندما بدأت بكتابة فصل جديد من دون أن تقصد. كن حذرا فيما سوف تكتب في الفصل القادم ، اجعل المشاهد فخوراً ومستمتعا بما سوف يراه.
شكرا لكل من علق وقيم واشترك في البودكاست .. ممتن كثيرا لكم فتفاعلكم يحفزني للاستمرار
أتمنى أن تشاركوني آرائكم وملاحظاتكم في التعليقات أو على أحد حساباتي في شبكات التواصل الاجتماعي
https://www.instagram.com/joesph992/
