في تاريخها المبكر، تشبثت دمشق بكامل مدنيّتها، واحتفت بثقافة الترفيه، فضجت بالموسيقا والغناء والرقص، والحكايات والسمر واللهو في الحمّامات والمقاهي. ومع دخولها تحت وصايةَ سليم الأول، بدأت تأخذ مساراً أكثرَ تشدداً وانغلاقاً، ما أدى إلى توقف حركة تطورها الطبيعية.
وبعد عقودٍ طويلة ألف فيها الدمشقيون قسراً عادات تتسم بالتحفظ والانغلاق والتحريم، انتفضت قلة من النساء، فخرجن في موكب حاملات الشموع والقناديل والمباخر، وهن يغنين ويصفقن بالكفوف.
الطريقة التي عبرت فيها النسوة عن مرادهن، في مناخ مسرحي فريد وبديع، مثلت نقطة تحول جديدة وغير مألوفة، لمجتمع محافظ لم تتسنَّ له الفرصة منذ وقت طويل لرؤية مشهد فني حي مماثل.
في زمن لاحق، ألهمت قصة حاملات الشموع الكثير من صاحبات الأصوات البراقة، فتمكنت الحريم في ذلك الزمان من تخطي حاجز التحريم.
إخراج عبد الستار الحرك
- الحارة وبنات عبد الرحمن: الفن ينبغي ألا يكون وسطيًا
- أغاني اليمن: أوابدُ شاهدة على الوطن السعيد
- سيّد خليفة… الوفاء لموسيقى السودان
- الموسيقى والفن التشكيلي.. علاقة حقيقية أم تداخل مفتعل؟
- الصوت بين مسرحي الأقوال والرؤى
- محمد فوزي… فنان جانَب السياسة لكنّه اكتوى بنارها
- العود الصنعاني… تعددت تسمياته وبقي النغم
- عندما صدحت الدمشقيات
- رائدات الغناء والفن في الشام
- فصل الحواس