صباح اليوم التالي، سرد لي عبد الله تفاصيل زيارة أخيه له في زنزانتنا. جاء إلى نافذة الغرفة، ليلقي عليه التحية ويطمئن على صحته واحتياجاته. وجه أخيه بشوش وضاحك وراضي، يبث فيه السلام والإيمان بأن خروجه من سجنه بات قريباً. كلنا يعرف أن عبد الله يهذي، فلا زيارات هنا ولا أخوة يربتون على أكتافنا لننام بسلام. أسوار تعلو فوق حراس مسلحين يقفون على حصيرة من الخوف، ينقون حتى الهواء الداخل إلى مهاجعنا، فكيف بأخ ضاحك باسم يلوح بيمينه. مع اقترب الظهر، دخل المحقق ليتابع استفساراته، سمع عباراته المتقطع بانتباه قبل أن يزجره بغضب: “لماذا لم تقل هذا الكلام من البداية؟” إلا أن عبد الله التزم الصمت. يتابع الخاني سرد الحكاية من حيث توقف في الحلقة السابقة مع قصص المختطفين الذين قابلهم في سجنه، مقدماً تلك التفاصيل الإنسانية اليومية التي تخلق بين المساجين على اختلافهم، عمراً، وثقافة، وانتماء. أنتج هذا العمل بدعم وتمويل من مؤسسة هاينرش بل – مكتب بيروت الشخصيات الرئيسية الراوي، عمر الخاني: محمود حسن كايلا مولر: فرح حوارني فريق العمل بحث: عمر الخاني كتابة: جابر بكر مدير الإنتاج: نائل الفرخ إخراج فني: نهاد قطان روزنة منصة نشر فقط وغير مسؤولة عن المحتوى، لأي سؤال يمكن التواصل عبر: [email protected]