فِي بَلْدَةٍ صَغِيرَةٍ وَمَلِيئَةٍ بِالْحَيَوَانَاتِ اَلْوِدِّيَّةِ ، عَاشَ اَلطِّفْلُ لِيُو ، وَهُوَ صَبِيٌّ مُبْتَسِمٌ وَمُغَامِرٌ . كَانَ لِيُو يُحِبُّ قِرَاءَةَ قِصَصِ اَلْخَيَالِ وَالِاسْتِمَاعِ إِلَى مُغَامَرَاتِ اَلْبَحَّارَةِ . وَكَانَ لَدَيْهِ صَدِيقٌ مُخْلِصٌ يُدْعَى فِيلِيكْسْ ، اَلْقِطُّ اَلَّذِي كَانَ يُرَافِقُهُ فِي جَمِيعِ مُغَامَرَاتِهِ . ذَاتَ يَوْمٍ ، عُثِرَ لِيُو عَلَى وَرَقَةٍ كَبِيرَةٍ وَمُلَمَّعَةٍ كَالذَّهَبِ فِي حَدِيقَتِهِ . فُضُولِيًّا كَانَ ، قَرَّرَ أَنْ يَأْخُذَهَا إِلَى غُرْفَتِهِ . وَبِمُجَرَّدِ لَمْسِهِ لِلْوَرَقَةِ ، بَدَأَتْ تَنْكَمِشُ بِلُطْفِ وَتَلْتَفُّ حَوْلَهُ . تَحَوَّلَتْ اَلْوَرَقَةُ بِسِحْرٍ غَامِضٍ إِلَى سَفِينَةٍ صَغِيرَةٍ وَخَشَبِيَّةٍ ، وَكَأَنَّهَا اِسْتَجَابَتْ لِلرَّغْبَةِ اَلْعَمِيقَةِ لِلِيُو فِي اَلِاسْتِكْشَافِ وَالْمُغَامَرَةِ . بَدَأَ لِيُو فِي اَلدُّخُولِ إِلَى اَلسَّفِينَةِ بِفُضُولِ وَتَوْجِيهَاتُ فِيلِيكْسْ ، وَكَمَا لَوْ أَنَّهُمَا يَتَوَاصَلَانِ بِلُغَةٍ خَاصَّةٍ . بِمُجَرَّدَ دُخُولِهِ إِلَى اَلسَّفِينَةِ ، بَدَأَتْ تَنْطَلِقُ عَبْرَ اَلْبَرَكَةِ اَلصَّغِيرَةِ فِي اَلْحَدِيقَةِ . عِنْدَمَا قَالَ لِيُو بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ : ” هَيَّا بِنَا فِي مُغَامَرَةٍ سِحْرِيَّةٍ ! ” ، زَادَتْ اَلسَّفِينَةُ سُرْعَتَهَا وَبَدَأَتْ فِي اَلِانْجِرَافِ عَلَى سَطْحِ اَلْمِيَاهِ . بَدَأَتْ رِحْلَةَ لِيُو وَسَفِينَتُهُ اَلْوَرَقِيَّةُ اَلْمُغَامَرَةُ عَبْرَ مُحِيطَاتٍ خَيَالِيَّةٍ مَلِيئَةٍ بِالْمُفَاجَآتِ . عَلَى طُولِ اَلطَّرِيقِ ، اِلْتَقَى لِيُو بِكَائِنَاتٍ بَحْرِيَّةٍ غَرِيبَةٍ وَلَطِيفَةٍ مِثْلِ زَيْجُو ، اَلْحَيَوَانُ اَلصَّغِيرُ اَلْمُشَابِهُ لِلنَّمِرِ ، وَسْكُوتْشِي ، اَلتِّنِّينُ اَلصَّغِيرُ اَلْوَدُودُ . تَمْتَزِجَ أَصْوَاتَهُمْ وَأَلْوَانَهُمْ مَعَ اَلسِّحْرِ اَلْمُحِيطِ بِالسَّفِينَةِ . سَافَرَ لِيُو وَسَفِينَتُهُ عَبْرَ مُحِيطَاتٍ سِحْرِيَّةٍ ، حَيْثُ كَانَتْ كُلُّ مَوْجَةِ تَحَمُّلِ مُغَامَرَةٍ جَدِيدَةٍ وَمُثِيرَةٍ . تَعَلُّمُ لِيُو دُرُوسًا عَمِيقَةً خِلَالَ اَلرِّحْلَةِ ، مِنْهَا قُوَّةَ اَلصَّدَاقَةِ وَأَهَمِّيَّةِ اَلْجُرْأَةِ . اِلْتَقَى بِمَايَا ، اَلدِّيكُ اَلرُّومِيُّ اَلْحَكِيمُ ، فِي قَرْيَةٍ تَحْتَ اَلْمَاءِ . أَطْلَقَتْ مَايَا عَلَى لِيُو نَصَائِحَ حَكِيمَةً حَوْلَ أَهَمِّيَّةِ اِحْتِرَامِ اَلْبِيئَةِ وَتَعْزِيزِ اَلْوَحْدَةِ . بُعْدُ رِحْلَةٍ مَلِيئَةٍ بِالْمُغَامَرَاتِ وَالتَّعَلُّمِ ، عَادَ لِيُو إِلَى اَلْمَنْزِلِ مُحَمِّلاً بِالذِّكْرَيَات وَالتَّجَارِبِ اَلَّتِي لَنْ يَنْسَاهَا أَبَدًا . كَانَتْ اَلْوَرَقَةُ اَلسِّحْرِيَّةُ قَدْ أَعْطَتْهُ أَكْثَرُ مِمَّا كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَحْلُمَ بِهِ . وَاسْتَمَرَّ فِي مُشَارَكَةِ قِصَصِهِ مَعَ أَصْدِقَائِهِ وَعَائِلَتِهِ ، مِمَّا أَلْهَمَهُمْ لِاكْتِشَافِ اَلْجَمَالِ وَالسِّحْرِ حَوْلَهُمْ . تِلْكَ هِيَ قِصَّةُ لِيُو وَسَفِينَتُهُ اَلْوَرَقِيَّةُ اَلسِّحْرِيَّةُ ، وَالْحَيَوَانَاتُ اَلْجَمِيلَةُ وَالشَّخْصِيَّاتُ اَلرَّائِعَةُ اَلَّتِي أَثَّرَتْ فِي مُغَامَرَتِهِ وَجَعَلَتْهَا لَا تَنْسَى .