شارك البودكاست

كذا صار الدم العربي
سكيناً وذبّاحاً‏
وصار الشعر بعد الصمت‏
في الساحات صدّاحاً‏
كذا صرنا ولن نبقى‏
إذا كنا تناسينا‏
جهاد الحق والإيمان‏
وأن الشعب رغم الذل رغم القهر‏
يرفع راية العصيان‏
يصمم أخذها غصباً ويأخذها‏
كذا فعلت رجال الله‏
يوم الفتح في لبنان‏
* * *‏
جنوبي الهوى قلبي‏
وما أحلاه أن يغدو‏
هوى قلبي جنوبيا‏
هنا حطت رحائلنا‏
تعال اخلع‏
وقد أرجوك أن تركع‏
تعال اخلع نعالك إننا نمشي‏
على أرض مقدسة‏
فلو استطيع أعبرها على رمشي‏
هنا سلبوا. هنا صلبوا‏
هنا رقدوا. هنا سجدوا‏
هنا قصفوا.. هنا وقفوا‏
هنا رغبوا.. هنا ركبوا‏
براق الله وانسكبوا‏
بشلال من الشهداء‏
قبل رحيلهم كتبوا‏
كتابات بلا عنوان‏
ستقرأ في مدارسنا‏
رجال الله يوم الفتح في لبنان‏
* * *‏
لأن الشعب كان هناك‏
يرفض فكرة الإذعان‏
لأن جراحهم نزفت‏
ونخوة عزهم عزفت‏
نشيد المجد للأوطان‏
لأن الأرض مطلبهم‏
ونور الحق مركبهم‏
تجرد من بقيتهم رجال آمنوا قرؤوا‏
(إذا جاء)‏ ))
رجال عاهدوا صدقوا‏
وقد شاؤوا كما شاء‏
صفاء النفس وحدهم‏
فجل حديثهم صمت وبعض الصمت إيماء‏
لذا هبوا كإعصار فلا يبقي ولا يذر‏
لهم في الموت فلسفة فلا يخشونه أبداً‏
بذا أمروا‏
لأجل بلادهم رفعوا‏
لواء النصر فانتصروا‏
* * *‏
جنوبيون يعرفهم تراب الأرض‏
ملح الأرض.. عطر منابع الريحان‏
جنوبيون يعرفهم سناء البرق‏
غيث المزن.. سحر شقائق النعمان‏
نجوم الليل تعرفهم‏
وشمس الصبح تعرفهم‏
وبوح الماء للغدران‏
وقد عرفوا طيور الحب‏
فتك السيف‏
شعر الفرس والإغريق‏
والفينيق والرومان‏
لهم علم ومعرفة بمن سادوا.. ومن بادوا‏
وموسيقا بحور الشعر وكيف يحرر الإنسان‏
جنوبيون كان الله يعرفهم‏
وكان الله قائدهم.. وآمرهم‏
لذا كانوا- بكل تواضع كانوا-‏
رجال الله يوم الفتح في لبنان

Series Navigation<< قصيدة الضرة- لميعة عباس عمارةفرحاً بشيئ ما خفي – محمود درويش >>