محمد الشافعي مهندس بترول وكاتب ومدوّن في قضايا الحداثة والثقافة. أخذنا محمد في رحلة من التساؤلات والإجابات عن الفرق بين القبيلة والقبائلية والطائفة والطائفية. وعن إرث مصطلح العلمانية والفرق بينها وبين اللائكية، والكثير من تساؤلات الهويّة والحداثة والتدين.
محمد من سكان سيهات، أحد مدن محافظة القطيف وأخبر أبنائها بالفرق بين المدينتين، بالرغم من المسافة القصيرة والثقافة المشتركة، إلا أن هناك تاريخًا مختلفًا بين سيهات والقطيف يعود لتاريخ الإختلاف بين المدارس الدينية في المذهب الشيعي. كما يظهر الإختلاف أيضًا في اللهجة التي يستطيع أبناء المنطقة تمييزها بسهولة.
وعن تفسيره لعزلة القطيف، يقول أنه ولقَدر الجغرافيا لم يضطر القطيفي للخروج من بيئته للعمل أو الدراسة في مناطق أخرى، فأفضل الجامعات وكبرى الشركات لا تبعد عنه الكثير، وبالتالي لم يختلط كثيرًا بما هو خارج القطيف.
وقد يكون أكثر ما يُعرف عن محمد هو اهتمامه بقضية الهويّة، فهو يرى أن الهوية ليست ثابتة وتتغير الطريقة التي يعرف بها الإنسان نفسه حسب الظروف المحيطة به، فكلما شعر بالتهديد لأحد أبعاد هويته بالغ في تذكير جماعته بالإنتماء وحفظ الهويّة عن طريق الاحتفالات والتقاليد والموروثات الشعبية، ويظهر هذا جليًا على الأكراد في العراق أو الأمازيغ في المغرب العربي.
ولعل هذا التهديد هو ما أحدث إنفجار في الهويّات الأقلوية في الدولة المنكوبة كلبنان بعد الحرب أو سوريا اليوم. لكن إنفجار الهويات لم يقتصر على بلاد الشرق فقط فهو اليوم أكثر وضوحًا مع صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في الغرب.
وعن تصدر الأحزاب اليمينية المتطرفة في دول العالم يرى محمد أن المشهد يمثل انقلاب العولمة على ذاتها، فالعولمة في الأمس كانت تقدم الغرب على أنه المركز وبقية دول العالم هي الأطراف، واليوم يتخلى المركز المزعوم عن الأطراف التي كسب تبعيتها. بسياسات انعزالية وخطابات شعوبية انقلبت على مخرجات الحداثة. وليس الغرب وحده فالشعبوية اليوم تتصدر المشهد في دول أوربا وأميركا اللاتينية والهند وغيرها.
وبعد كل ما اكتسبنا من العولمة ومآلاتها نتسائل عن انحسار الأديان في المشهد الغربي اليوم ما سبب تكونه؟ وهل يمكن أن تصاب مجتمعاتنا بالعدوى؟
وعن أهمية الدين للمجتمعات يذكر لنا محمد آراء بعض الفلاسفة اللادينين عن أهمية الدين في حياة الأفراد رغم إلحادهم، فالسؤال المهم بالنسبة للفيلسوف البرگماتي ويليام جيمس هو ليس مدى صحة الدين بل ما الوظيفة الذي يقوم بها وما القيمة المضافة الذي يقدمها للمجتمعات؟ ومتى ما كانت هناك قيمة أو وظيفة للدين في المجتمع فهو يرى أن علينا قبول وجوده. وقد تكون القيمة البرگماتية الأهم للأديان هي إعطاء الفرد معنى
تستطيع أن تستمع للحلقة من خلال تطبيقات البودكاست على هاتف المحمول. نرشّح الاستماع للبودكاست عبر تطبيق Apple Podcasts على iPhone، وتطبيق Google Podcasts على أندوريد.
ويهمنا معرفة رأيكم عن الحلقات، وتقييمك للبودكاست على iTunes. وتستطيع أن تقترح ضيفًا لبودكاست فنجان بمراسلتنا على: [email protected].
Links:
@mohammedshafai — محمد الشافعي على تويترmohammed shafai — محمد الشافعي على فيسبوكالهويات القاتلة — كتاب لأمين معلوف الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية — كتاب لماكس فايبر
- انهيار سوق 2006 بفعل فاعل
- متى تكون الثقافة دخيلة
- أهمية الصحة النفسية 
- كيف نتجاوز جائحة كورونا نفسيًا؟ 
- كيف تتغلب على مشاكل النوم
- 144: مخاوف العصر: انفجار الهوية وصعود الشعبوية وانحسار التدين
- تطبيع الحزن 
- كيف أصبحنا جيلًا هشًّا نفسيًا
- ثقافة العيب والتربية الجنسية مع الأبناء 
- بودكاست فنجان: أزمة الوجود البشري في القرن الحادي والعشرين