شارك البودكاست

كان بحوزتي رواية يوسا “الفردوس على الناصية الأخرى” حين نزحنا، وضعتها في حقيبتي ظناً مني أن الوقت سيتاح لي لقراءتها من جديد، فأخذتها ضمن ما حملت حينما تركنا البيت تحت وقع الصواريخ ضغطت بيدي على يدها وقلت لها “إمشي يما، رح نوصل”، امرأة كانت تطلّ علينا من شباك عمارتها نادت أمي ملقية بشبشبٍ من النافذة: “خدي يا حجة إلبسي في رجلك” لحظتها فقط انتبهت إلى أن امي قد خرجت حافية من البيت قالت ميرا (10 سنوات) لأخيها يامن (5 سنوات): “ما تخافش يا حبيبي إحنا مش رح نموت”، ثم نظرت إلي بنفس الابتسامة: “صح يا عمتو، إحنا مش رح نموت؟” قلت لهما: “إمشوا جنب الشجر مش جنب البنايات” وحينها رد عليّ يامن: “عشان الشجرات ما بتوقع، صح يا عمتو؟”

Series Navigation<< لوثر ومحمّد… لماذا رأت أوروبا الإسلام “وحش نهاية العالم”؟ | محمد الكفراويانتقد تبييض الأموال واستخدم الآيات القرآنية بطرافة… صاحب الفكاهة في التراث العربي، أشعب | باسم سليمان >>