شارك البودكاست

مسرحية أهل الكهف

توفيق الحكيم

«مرنوش (صائحًا): كفى هُراءً! كفى هُراءً! وَلَدي قد مات ولا شيءَ يربطني الآن بهذا العالَم! هذا العالَم المخيف. نعم صَدَق يمليخا .. هذه الحياة الجديدة لا مكانَ لنا فيها، وإنَّ هذه المخلوقات لا تفهمنا ولا نفهمها. هؤلاء الناس غُرباء عنَّا، ولا تستطيع هذه الثيابُ التي نُحاكيهم بها أن تجعلنا منهم.»

افتتح «توفيق الحكيم» بتلك المسرحية مشروعَه المسرحي الكبير، مستمِدًّا موضوعَها من التراث الديني حول قصة أصحاب الكهف الذين فرُّوا إليه هربًا من الاضطهاد الديني، فغلبهم النعاس، وحين استيقظوا ظنُّوا أنهم ما لبثوا إلا يومًا أو بعضَ يوم، لكنهم يُفاجَئون بأنهم مكثوا في ذلك الكهف ثلاثمائة سنة. وقد تناول «الحكيم» تلك القصةَ برؤية فلسفية واجتماعية عميقة، تمحورَت حول سُلطة الزمن وما يُمكِن أن تفعله بالإنسان، وذلك من خلال شخصيات المسرحية الثلاث؛ «يمليخا» الراعي الذي يخرج بكلبه «قطمير» في شوارع المدينة، في حالةِ ذهولٍ من التغييرات التي طرأت على الحياة، و«مرنوش» الذي يذهب إلى زوجتِه وابنه فيُصدَم بوفاتهما، و«مشيلينا» الذي يرى حبيبتَه «بريسكا» فيَطمئِنُّ قلبه، لكنه يُفاجَأ بأن مَن يراها هي حفيدتها وشبيهتُها. كيف سيواجِهون ما حدث؟ وما مصيرُهم؟ هذا ما سنعرفه في تلك المسرحية البديعة.

Series Navigation<< رواية لن ينتهي البؤس | محمد طارقكتاب نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم | محمد الغزالي >>