شارك البودكاست

كانت النظرة الشائعة وقتها حول دين الغازي الجديد منقسمة؛ البعض اعتبر الإسلام وكتابه امتداداً للكتاب المقدس والأديان السماوية وتكملة للناموس الإلهي، وآخرون اعتبروه “هرطقات” ووسيلة ربانية لعقاب الدول المسيحية لما ارتكبته من ضلالات، وعلامة من علامات آخر الزمانينطلق المؤلف في كتاب “لوثر ومحمد… بروتستانتية أوروبا الغربية في مواجهة الإسلام من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر”من الأحداث الدامية التي وقعت في فرنسا عام 2015، حيث اقتحمت مجموعة تتبنى افكار تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” حفلاً في مسرح باتاكلان الفرنسي، وأطلقت النار عشوائياً على الجمهورمحمد عبد الفتاح السباعي: الصدفة هي التي قادتني إلى هذا الكتاب حيث بدأ الأمر بمشاهدة لقاء على قناة TV5 موند الفرنسية، التي كانت تستضيف المؤلف بيير أوليفييه ليشو، في يناير 2021، وكان أول ما لفت انتباهي هو العنوان الجذاب للكتاب، ثم حديث ليشو نفسه عن محتواهعن الصعوبات التي واجهته خلال الترجمة يشير “السباعي” إلى أن الصعوبة الأكبر كانت في تحرير النص من لغته الأكاديمية الموجهة في الأساس لعتاة المثقفين الفرنسيين والأوروبيين عموماً، إلى عربية سلسة يتلقاها القارئ في الوطن العربي، دون أن يصيبه المللاعتمد السباعي في البحث في مصادر أخرى على ما يجيده من لغات (الفرنسية والإنجليزية) لمطابقة ما ترجمه المؤلف عن اللاتينية، وأشار إلى أن تتبع ترجمات القرآن وشروحاته، يقتضي على الأقل إتقان الإنجليزية والفرنسية والإلمام ولو قليلا باللاتينيةفي مواضع من الكتاب، يؤكد المؤلف أن رؤية مارتن لوثر للنبي محمد، ومن بعده رؤية البروتستانتية للدين الإسلامي، جعلت البروتستانت في مرمى الهجوم من الطوائف الأخرى، خصوصا الكاثوليك الذين نظروا إلى بعض الآراء البروتساتنينة بأنها تحمل تأثيرات إسلامية كثيرة، بل وإنهم مسلمون يكتمون إسلامهم

Series Navigation<< يوميات من غزة (4)… “مِنتِصرين، بس وين نلاقي مساعدات؟” | أيمن هادييوميات من غزة (15)… “الشجرات ما بتوقع مثل البنايات، صح يا عمتو؟ ” | فاتنة الغرّة >>