لاهوت التحرير: من المسيح المستعمِر إلى المسيح الثائر

تنظم الدائرة ندوة بعنوان “لاهوت التحرير: من المسيح المستعمر إلى المسيح الثائر”، يقدم فيها الباحث قسام معدي قراءة في فلسفة لاهوت التحرير.

وذلك يوم الأربعاء، 12 نيسان 2017، الساعة الخامسة عصراً
المكان: قاعة مركز بيت المقدس للأدب، في البيرة.

تعريف:
في ستينيات القرن العشرين وفي أمريكا اللاتينية، تغلي الساحة السياسية والاجتماعية في معظم البلدان التي تعبر في رياح الثورة الاجتماعية ومواجهة الاستعمار الأمريكي الجديد، متأثرة بتجربة كوبا، التي افتتحت بثورتها المنتصرة أبواباً من الأمل بإمكانية التحرر والعدالة الاجتماعية في أمريكا اللاتينية، الرازخة شعوبها تحت نير الاستعمار والاستعمار الجديد والاستغلال منذ عدة قرون.

في هذه الظروف تجد الكنيسة الكاثوليكية نفسها في مفترق طرق، إذ أنها إحدى أهم ركائز هذه المجتمعات، مسيحية الثقافة، وقد بنت نفوذها تاريخياً على التحالف القوي مع الطبقات الحاكمة. لكن الغالبية العظمى من مؤمنيها هم من الفقراء والمهمشين، الذين يكتسبون بتسارع ملحوظ وعياً سياسياً واجتماعياً ثورياً متنامياً، ورغبة وقدرة على التنظيم والفعل الثوري.

في هذا السياق تيبرز مجموعة من رجال الدين الذين يطرحون قراءة مختلفة للمسيحية، ولدور الكنيسة، معلنين انحيازهم لصالح الفئات المحرومة ومساندتهم للثورة، انطلاقاً من رؤية لاهوتية جديدة، لأول مرة نابعة من صلب أمريكا اللاتينية وتاريخها، في محاولة لتحرير مسيحية أمريكا اللاتينية من سطوة اللاهوت الأوروبي التقليدي، المرتبط منذ دخوله إلى القارة بالاستعمار وأدواته. هكذا انطلقت حركة تحررية من قلب أمريكا اللاتينية، مقدمة مسيحيةً تنتمي للشعوب وقضاياها وكفاحها.

شكّل لاهوت التحرير عنصراً أساسياً فيي تطور الوعي التحرري في أمريكا اللاتينية، ووصلت بعض رموزه إلى قيادة حركات تحرر عدة، وبعضهم إلى سدة الحكم. غير أن لاهوت التحرير لم يقتصر أثره على أمريكا اللاتينية، بل امتد كمصدر إلهام إلى القارة الإفريقية وإلى أمريكا الشمالية نفسها، حيث استطاع الكثير من المسيحيين تحويل الدين المسيحي إلى عنصر مغذٍّ لحركة التحرر وجزء منها، دون التحول إلى تيار سياسي ديني، بل مدخلن عنصراً تعددياً وروحياً مهماً إلى حركات التحرر، إلى جانب العناصر غير المتدينة.

فما هو أصل لاهوت التحرير؟ وما هو مضمونه؟ وما قصة كفاحه داخل المؤسسة الكنسية وخارجها؟ وما الدرس الذي يقدمه لحركات التحرر في العالم، وخاصة في شرقنا العربي؟