شارك البودكاست

كتاب فن الكسل

هيرمان هسه

لطالما احتاج الفنانون إلى شيءٍ من الكسل؛ يعود جزء من ذلك إلى حاجتهم إلى فهم التجارب التي اكتسبوها حديثًا وتمثّلها، وإعطاء الفرصة للأفكار التي أفرزها اللاوعي لكي تنضج، بينما يعود جزء آخر إلى تكريس الفنانين أنفسهم تكريسًا لا واعيًا لفكرة أن يعودوا أطفالًا مرةً أخرى، أن يكونوا أصدقاءَ وأشقاءَ الأرض والنباتات والصخور والسُحب.

وسيّان إن كنتَ ترسم لوحاتٍ أو تصوغ قصائد، أو إن كنتَ تكتب الأدب أو تقرض الشعر ابتغاء المتعة الفنية وحدها، فلا بُدَّ من وجود فترات من الراحة التي لا غنى عنها لأيّ فنان. من قلب فترات الحبسة (الإبداعية) تنشأ أوقات الخمول الاضطرارية، التي طالما قوبِلَت بالازدراء أو الشفقة من ذوي الروح “البانوسية”، من محدودي الأفق.

بل حتى الفنان نفسه دائمًا ما يُباغَتْ ويُخدع بأوقات الحُبسة هاته، ويسقط فريسة ضيق الصدر وتعذيب الذات، ويستمرّ به الحال هكذا حتى يتعلّم كيف يُذعن لصوت قوانينه الفطرية الداخلية، وحتى تواسيه فكرة أن الوفرة تشلُّ الإبداع مثلما يشلّه الإرهاق.

النشرة الأسبوعية مساءً كل يوم سبت من اختيار المحررين

نشرة أسبوعية مسائية من بودكاست فلسطين تصلُك إلى بريدك الإلكتروني، تُقدِّم أمتع وأفضل الحلقات من أكثر من ٣٠٠ برنامج بودكاست عربي نختارها لك لتستمع وتستمتع وتتعلّم.

Series Navigation<< رواية أغنية الجليد والنار – رقصة مع التنانين (11-11) | جورج ر. ر. مارتنرواية آمال عظيمة (1-6) | تشارلز ديكنز >>