شارك البودكاست

يعيش اليسار المغربي أزمة بنيوية عميقة ليست وليدة اليوم، لكن مظاهرها تطفو على السطح مع اقتراب كل موسم انتخابي، من خلال الانشقاقات التي تضرب صفوفه الممزّقة أصلا. جديد هذه الانشقاقات التي هزّت الحزب الاشتراكي الموحد، قاده الغاضبون من تصرّفات رئيسة الحزب التي أعلنت من طرف واحد خروج حزبها من ائتلافٍ كان مكونا من ثلاثة أحزاب يسارية صغيرة، كانت تسعى إلى توحيد قوى اليسار في المغرب، لكن فترة “إنضاج” فكرة الوحدة المأمولة استغرقت سبع سنوات عجاف، ما بثّ اليأس في نفوس الرفاق، ودفع زعيمة أحد هذه الأحزاب إلى الانسحاب، ما أثار عليها غضب أعضاء من حزبها فأعلنوا انشقاقهم عنها. وبدلا من توحيد ثلاثة أحزاب، أصبحنا اليوم أمام أربعةٍ ممزقةٍ تنضاف إلى الأحزاب التقليدية المشكلة لليسار في المغرب. وما يجمع اليوم بين هذا الشتات من المكونات الحزبية اليسارية معاناة هذه الكيانات من أعطاب بنيوية عميقة، تجعل الحديث عن أحزاب اليسار في المغرب مقترنا بسمة الأزمة التي تلازم اليسار المغربي منذ وجد في ستينيات القرن الماضي، وتطور إلى أكبر تيار مجتمعي في سبعينياته، عندما كان هذا اليسار يشكل العمود الفقري لأحزاب المعارضة ونقاباتها في المغرب.

Series Navigation<< الانقلاب الرئاسي على الدستور في تونس.. ظروفه وحيثياته ومآلاتهقلم على الهواء | الشرق الأوسط إلى مفترق طرق جديد | حسن نافعة >>