شارك البودكاست

أذكر هنا قصة درسناها في أحد الصفوف المدرسية، تفيد بما معناه بأن رهانا قد حدث بين الشمس والريح، حيث قالت الريح إنها تستطيع أن تجبر أعرابيا كان يسير في الصحراء على خلع عباءته، بينما قالت الشمس إنها هي من يستطيع فعل ذلك. وبدأت الريح، لكي تثبت ما قالته، فهبت على الأعرابي بشكل عاصف وجنوني، فتمسّك الأعرابي بأطراف عباءته، فزادت الريح قوتها جنونا، فلم تفلح في جعله يتراجع، وأثارت عليه الرمال، وأعمت عينيه، ولكنه ازداد تشبثا بعباءته، وكادت الريح أن تضع فوقه الكثبان وتدفنه حيا، قبل أن تعلن عجزها عن قدرتها على خلع عباءة الأعرابي. وهنا جاءت الشمس لتثبت أقوالها، فرفعت حرارتها، بعد أن تمالك الأعرابي أعصابه، وتنفس صعداءه. ورويد رويدا، بدأت علامات الاستسلام تظهر على ملامحه، إلى أن وجد نفسه يخلع العباءة ويضعها على كتفه.

Series Navigation<< قلم على الهواء | تشريعيات الجزائر.. ملاحظات أوّلية | محمد سي بشيرنحبّ سعدي يوسف ولا نحبّه >>