إنّها الحرب، حالة من الوضوح والصدق المطلق، لا يجامل فيها مُجامِل، ولا يتصنع فيها مُتصنع.. كلُّ يتصرف كما تقضيه قناعاته ومصالحه، إنها حالة تمايز حقيقي بين الثنائيات، الخير والشر، العطاء والمنع.. الحب والكره.. والإيثار والأنانية.
بعدما قُصفت صيدليته في حمص، وأنهكته المنافي متنقلا بين الأردن وتركيا، قرر أن يركب البحر الذي لم يكن ودودا معه، رمى مهرب اللاجئين أولاد الصيدلاني من القارب. أنقذ الأب نفسه وساعد أطفاله، ثم قطع على نفسه عهدا أن لا يكف عن المساعدة، وأن يواصل ما بدأه من صيدليته في بابا عمرو مرورا بمخيم الزعتري وصولاً إلى عرض البحر في أثناء تغريبته.
حكاية تعددت أمكنتها وأزمنتها.. لكن العطاء والبذل فيها واحد.. ضع السماعة الآن واستمع إلى حكاية من حكايات الحرب.. ومكانها مدينة حمص السورية.