نواف البيضاني، مهندس كهربائي مهتم باللغات والترجمة وعلم الأنساب. لا يفضّل حدّ نفسه بهذا التعريف، لأن لديه سلسلة من الاهتمامات المختلفة، من علم الاجتماع واللغويات والتاريخ والحضارات.
قبل أن تظهر اهتمامات نواف المتعددة أراد دراسة الطب، وعلى غير العادة والدته هي من اقنعته بتغيير مجاله، فكّر في دراسة اللغة الفرنسية، فحب اللغات هذا نشأ لديه من عمرٍ مبكر، تحت تأثير القناة الثانية. لكن قبل أن يكمل نصحه أحد أقربائه بالتسجيل في جامعة أصعب، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وبالفعل قُبل نواف فيها وتخرج بشهادة في الهندسة الكهربائية، لاحقًا عاد لتعلم اللغات واكتشف اهتمامه بمختلف فروع العلوم الإنسانية.
عن العلوم الإنسانية، هي لا تزال “ما تأكّل عيش في السعودية” على حد تعبيره، ولا يزال يُنظر لها بنظرة دونية، بالرغم من أهميتها واحتياج الدولة لها، خصوصًا علم الاجتماع والأنثربولوجيا التي تكاد تكون غير موجودة، فالمجتمع السعودي بثراءه وتنوعه يستحق أن يُدرس، وأبناؤه هم أحق بدراسته والإستفادة من معارفها في بقية المجالات.
بدأ نواف مؤخرًا بتعلم اللغة الكورية، لتضاف إلى العديد من اللغات التي يتقنها، سواءً اللغات التي يتكلمها أو اللغات التي يترجم منها ولا يستطيع أن يتكلمها، البرتغالية مثلًا.
أما عن اللغة العربية فنالت حظها من اهتمام نواف، فأصبح عضوًا في مجمع اللغة العربية الافتراضي، وهو أول مجمع لغوي سعودي، مهمته الأساسية هي تعريب وإيجاد بديل عربي لكل مصطلح جديد، وقد استفاد من تجارب المجامع العربي السابقة التي لم تعد تملك التأثير نفسه لبعدها عن الشارع. فاستخدم الإنترنت للانتشار وأشرك الدماء الشابة من مختلف التخصصات. لكن كل ما يفعله المجمع الافتراضي اليوم يعد جهودًا فردية وغير مدعومة إعلاميًا ولا سياسيًا، الأمر الذي يؤثر على عملهم، فالمصطلح العربي الجديد لا ينجح إلا إذا استخدم من قبل الإعلام أو وُضع في الوثائق الرسمية، ولنا في السيارة، والمذياع، القنبلة، والحاسب خير مثال.
أخذنا نواف للعديد من آراءه المثيرة للاهتمام، فهو مثلًا لا يؤمن بتصنيف العرب لعاربة ومستعربة، ولا أن العروبة تُكتسب باللسان والثقافة، لأنها في نظره عرق، وقد يقول على الرجل أنه عربي وإن كان لا يتكلم العربية. كما يرفض تمامًا إدعاء أن اللغة العبرية أقدم من اللغة العربية فنبي الله اسماعيل الذي ينحدر العرب من نسله أكبر من نبي الله اسحاق الذي ينسب له بني اسرائيل، كما أنه من غير المعقول في نظره أن الأخوان كانا يتحدثان بلغتين مختلفتين تمامًا.
ويرجّح وجود لغة أم انفصلت عنها العديد من اللغات مع العربية والعبرية. يطلق الغرب على هذه اللغات اسم اللغات السامية، لكن نواف يفضل تسميتها باللغات الجزيرية نسبة للجزيرة العربية، والمفاجأة أن في تلك اللغات ما يعرب مثل اللغة العربية، وما يشترك معها حتّى في حرف الضاد، ولذلك يقول نواف أن اللغة العربية هي لغة “الظاء” وليس “الضاد”.
تستطيع أن تستمع للحلقة من خلال تطبيقات البودكاست على هاتف المحمول. نرشّح الاستماع للبودكاست عبر تطبيق Apple Podcasts على iPhone، وتطبيق Google Podcasts على أندوريد.
ويهمنا معرفة رأيكم عن الحلقات، وتقييمك للبودكاست على iTunes. وتستطيع أن تقترح ضيفًا لبودكاست فنجان بمراسلتنا على: [email protected].
Links:
@nawwaf_saleem — نواف على تويتركتاب الطبيخ — لابن سيار الوراق عمدة الصفوة في حل القهوة — كتاب لعبدالقادر الجزيريالقهوة: سيرة غير ذاتيّة.. غير موضوعيّة — مقالة ماجد الأهدل على ثمانيةدعوى سريانيّة القرآن: مقاربة لغويّة — محاضرة لنواف البيضاني الأنثربولوجيا، نسبية الأشياء واستيراد الأفكار — حلقة ماجد الدوحان على فنجانعابد البلادي — قناة توثيق الفنون الشعبيةمجمع اللغة العربية الافتراضيقاموس المعانيهل يصح أن نقول هذه اللغة أفضل من بقية اللغات؟ — لقاء مع حمد الشمري على ثمانية
See << شرح قضية البدون في الكويت197: هل تنجح الطاقة المتجددة في حل أزمة التغير المناخي؟ >>