في الثالث من أغسطس 2006 كان قصي حسين في طريقه للعب الكرة الطائرة للمرة الأخيرة في حياته.
كان قصي، ابن السابعة عشرة، يعيش في مدينة الحضر بالقرب من مدينة الموصل العراقية، وفي ذلك اليوم اقتحم انتحاري بسيارة مفخخة الملعب الذي كان يجتمع فيه قصي مع رفاقه وإخوانه.
هكذا يحكي ما حصل: “دخل إلى الملعب شخص ابتسم ونظر إلى يمينه ويساره، وضغط بيده على السيارة، فسمعنا صوتا يشبه صوت المكنسة الكهربائية، وفار الرمل في الملعب كالبركان. انفجرت السيارة.. وطرت أنا في الجو. هل سمعت عن يوم القيامة؟!! ما حدث يشبه يوم القيامة.. النار والصوت والتراب”، يقول قصي.
فقد قصي في ذلك الحادث عينه وأنفه ونصف وجهه… ظنوه ميتا لا محالة.. ولما تبين أنه على قيد الحياة تمنوا له الموت إشفاقا عليه.
ذلك الطفل، الذي أحب كرة القدم وشغفته هواية تصليح الإلكترونيات، حلم بأن يصير جراحا، لكن لم يكن مقدرا له أي من هذا.. بل كان قدره حكاية فريدة، أن يعيش مغامرات لم يرها لكنه من خطط لها، وأن يصنع في قاعدة أميركية صداقات لا يزال يلاحقها، وأن تمتد فصول قصته من الموصل إلى تكساس..
في هذا البودكاست نروي فصولا من قصة قصي حسين، منذ أن كان طفلا بالكاد نجا من حادث إرهابي قرب الموصل العراقية، إلى طالب متفوق يتحدث باسم صفه في حفلة التخرج في جامعة أميركية.