سيزيف الذاكرة
نور الدين العايدي
17 عام شاعر من غزة
فتشْ هديلَ النبضِ،
لا نبضٌ تبقَّى
دون أذكارِ الشهادة،
فتشوا الأنفاسَ عن حلمٍ
سقانا البؤسَ في كأسِ الكآبةْ
ظمأً لذاكرة السيوف صدىً
وأسواطَ الصبابةْ
وشمُ المخيَّمِ
و انتكاسُ الأمنياتِ
بملء أمجاد الخطابةْ.
مدنٌ تشردني و قلبي يحفظ الأحلامَ
و الآلامَ أصداءَ النوارسِ
فتشوا عينيَّ عن دمع المسافةِ
إنني الآتي و في قلبي
جوادُ العشقِ للقدس الشغفْ
و قصيدتي نايٌ يلخِّصُ بحَّة
الطرقات، أغلالُ النوى،
و شجونُ أرصفةِ الرحيلْ
القدسُ مُلْهِمَةُ العليلْ
عكا المنى
كحلٌ بأحداقِ المتيَّمِ
أجمل الأحجارِ في سورِ الحلُمْ
حيفا غناءُ البحرِ
قافيةٌ تطبِّبُ أضلعَ الأشواقِ
تمنحُ حلمنا خمرَ السهرْ
يافا اشتعالُ الذكريات، تلاوةٌ
لصحائفِ العشاقِ
في حضنِ الموانئ
آخر الرغباتِ في صدر النغمْ
و جليلنا شالٌ يوشحُ صبرنا
حيث السماءُ تدشنُ الأحلام
تعطي نبضها لمنِ ارتجفْ
فتش تلابيبَ الصدى
أنا أملكُ الأصداف أكملها
و ذاكرةَ المدائنْ
أنا في ثرى قلبي تغاريدُ المآذنْ
أنا في دمي وجع الحمائمِ
أكسجينُ الصبرِ كامنْ
سيزيف ذاكرةٍ أنا
لي …
لي …..
و لي أملٌ على خدِّ المسدس
طلقةٌ عذراء في كفِّ اليتامي
لي تضاريسُ التنفُّسِ مِلء إيمانِ الرجوعْ
فالشوقُ يحْتلُّ الضلوعْ
أنا عائدٌ
للفجرِ أقتلعُ الردى
لا الجمرُ يمنعني
و لا نارُ البعادْ
و الصبح يولد
طالما فينا جنونٌ بالبلادْ!