نصف عام مرّ على انطلاق الحرب في أوكرانيا ويبدو أن الرئيس فلاديمير بوتين بدأ يظهر بحلته الجديدة في زيارات خارجية لدول الجوار الروسي أو في تصريحاته. حيث يبدو مستعداً للذهاب أبعد من مجرد مصافحة كبار مضيفيه، وإنما مصافحة كل الحاضرين وإضافة ذلك بعناق حار وحميم.يستخدم بوتين الكثير من الاتفاقات في الفترة الأخيرة مع دول بحر قزوين وغيرها من الدول في آسيا وأفريقيا. ويشفعها بخطابات حول ضرورة تماسك الحكومات غير الغربية بُغية خلق نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب. لأنه يجب السماح لجميع الأمم بتنظيم الذات ومتابعة أهدافها كما تشاء. وفق تعبيره.انصبَّ اهتمام بوتين منذ توليه الحكم في الكرملين عام 2000م، على النطاق الأوراسي حسب الجغرافي البريطاني هالفورد ماكيندر، فالمشروع القيصري، حسب ماكيندر، يربط موسكو عبر دوائر متداخلة بالدول الآسيوية والأوروبية والإفريقية، وتكون أولى حلقاتها دول الاتحاد السوفياتي السابق؛ بوصفها منطقة نفوذ خالصة لروسيا أمام التمدُّد الغربي، من خلال عقد شراكات وثيقة، وفرض نفوذ اقتصادي وسياسي وأمني على الدول التي تشاركها الحدود، أو التدخل عسكرياً عند اللزوم، كما حدث في جورجيا والقرم وأوكرانيا، أو أبعد من ذلك كما في سورية وليبيا وإفريقيا الوسطى. ويرى أنصار المشروع الأوراسي بأن الحضارة الغربية متعثرة ولا تمثل مشتركات بشرية حضارية، وكل محاولاتها للتحديث والنهضة تسير وفق مصالح غربية تقوِّض إرادة الدول المتوسطة والصغيرة، وتستغل حاجاتها وتستنزف مواردها. فكيف يمكن أن يكون المشهد العالمي الجديد وفقا لعقل بوتين؟ وهل سيكون بزوغه نهاية للحروب الباردة أم إعادة إطلاق لها؟
- المشهد الثقافي والاجتماعي الجديد في روسيا
- سيناريوهات نهاية الحرب
- اقتصاد روسيا
- البوتينية
- روسيا والمشهد العالمي الجديد