رواية الحوش الكبير | محمد السيد رحمه

رواية الحوش الكبير

محمد السيد رحمه

عندما خضع العلم لسطوة المال، عندما أتحد مع الخرافة والشعوذة نتج عن هذا كوارث لا يمكن تصورها، هل تتوقع يوماً أن تعيش في باطن قبر لمدة سبع سنوات وأنت من يرفض الخروج منه، بل وتري أن العيش بين الأموات هو الحياة الوحيدة الباقية لك؟! هل العالم حقاً بهذة القسوة حتى يكون هذا المنفى المرعب بمقابر الإمام الشافعي ملاذك الآمن ؟! وكيف يمكن لمِن مَلكَ الدنيا أن يفر منها هكذا إلا إذا اكتشف فيها ورأى منها ما لم يره غيره. رحلة غريبة تخوضها في أزمنة مختلفة وأماكن مختلفة ما بين الماضي ورحيقه والحاضر وخداعه والمستقبل وقبحه، ما بين عوالم متداخلة حد الجنون ولكنها أبعد ما يكون عن تصوراتك أو توقعاتك كأنها أتية من خارج حدود ادراكنا، وستعرف فيها كم كنا فريسة للصراع بين وحشين كاسرين (العلم & والجهل) هذان اللذان كانا هما السر في كل معاناة بني جلدتنا على مر العصور. تلك رحلة تعود منها شخصاً آخر قد عرف ما يجب عليه فعله حتى ينجي نفسه وأحبائه من هذا المصير.

– من بلاط الملك المعظم، فرعون مصر، راعي التوحيد وحلقة الوصل بيننا وبين أتون الأله الواحد، تاج الأسرة الثامنة عشر، وهذا فيما يوافق في التاريخ الإفتراضي لكم سنة 1322 ق . م ..

نتوجه إليكم بالشكر والعرفان؛ لمشاركتم في تلك التجربة التي استمرت لثلاث سنوات ونصف تقريباً.. وكانت بمعدل سنة من واقعنا لكل ألف سنة من واقعكم الإفتراضي.. والتي تعد من أهم تجاربنا على الإطلاق، فنحن لا يمكننا أن نُعبر لكم كم كانت هذه التجربة ملهمة لنا ولشعبنا الأصيل ليدرك معاني ليس لها حدود..

وكان هذا فعلاً محمودا لإجسادكم الخالدة. ونتمنى أن تكونوا قد مُنحتم تجربة عميقة في هذه الحياة الأولى لأجسادكم وأرواحكم الباقية، والتي خاضها كل عقل منكم لأكثر من ثلاثة ألاف عام ونصف العام. كان فيها يغير واقعه كل 100 عام وينتقل من حياة الجد إلى حياة ابن الحفيد لنفس الأسرة، بل وتنقلتم في الإدوار، والأجساد بين الرجال والنساء، والحيوانات والطيور، بل وحتى الجمادات .. وتقديراً منا لما فعلتموه فلقد قرر الملك منح أرواحكم الحياة الأبدية في النعيم بمباركة أتون لها.