رحمة للعالمين
من صغرنا و احنا بنتعلم الصح و الغلط من أهالينا
اتعلمنا كمان اننا نصنف الناس لأشرار و أخيار
كنا بنسمع امهاتنا و آباءنا يمدحوا فى ناس علشان بيعملوا كذا و يسبوا و يلعنوا فى ناس علشان بيعملوا الغلط
فيه ناس بيحبوهم و فيه ناس بيكرهوهم
كانوا دايما يقولولنا صاحبك دا بيعمل كذا غلط ما تصاحبوش او صاحبك دا شاطر و مؤدب فتصاحبه
مخنا اتبرمج و اتعود على تصنيف الناس الى اخيار و اشرار حسب سلوكياتهم و تصرفاتهم
و كل ما بنكبر بيبدأ التصنيف ياخد اشكال تانية
و يبقاله عوامل تانية
غنى و فقير
متعلم و جاهل
راجل و ست
متدين و متحلل
اسلامى و علمانى
مسلم و مسيحى
عربى و اجنبى
معارض و مؤيد
أهل الجنة و أهل النار
و هكذا
و فى تصنيفك الى جوة مخك
و الصورة الذهنية المرسومة فيها
هتلاقى واحد من التصنيف دايما خيّر والتانى بالمقابل دايما شرير
و بالتالى اول ما بتشوف حد علطول تروح مصنفه و حطه فى الجهة بتاعته
و الصورة الى بترسمها ليه يا اما معانا من الاخيار
يا إما ضدنا من الأشرار
لما بتبدأ رحلة النضج
و تبدأ تفهم نفسك كويس
و تكتشف بلاويها و مصايبها الداخلية
هتلاقى الصورة الى انت راسمها لنفسك جواك طبعا( انك من الاخيار) بتتهز
و لما تبدأ تكتشف دوافعها و انفعالاتها و تحيزاتها و افكارها الزبالة هتعرف مع الوقت ان انت جواك شر مستطير برده
زى ماجواك خير كبير و كتير
و انك ساعات كتير بتتصرف بطيبة
و ساعات بتتصرف بسوء و غباء
لما تدرك الحقيقة
و تبدأ تقبلها جوة نفسك
هتغير نظرتك تماما للناس مع الوقت
هتتوقف عن الحكم عليهم
و هتشوفهم كلهم بشر يخطئوا و يصيبوا
و هتشوف جواهم الفطرة السوية و جواهم برده الشيطان الذى يجرى فى أحدهم مجرى الدم فى العروق
هتبدأ تشوف نفسك
و تشوف الآخرين على حقيقتهم
انهم كلهم
كلهم
بلا أدنى استثناء
فينا قبضة الطين و نفخة الروح
فينا الغرائز و العدوانية و الشهوات و الهوى و ابليس
و فينا السمو و الرحمة و الحكمة و العقل و الملائكية
و الانسان هيفضل طول عمره فى صراع بينهم
احيانا يتغلب الجانب الطيب
و احيانا اخرى يتغلب الوجه الشرير
هو دا الانسان فى اصله و حقيقته
و كل مابيزداد وعيك و نضجك
و كل ما بتقابل اشكال و ألوان مختلفة من البشر
و كل ما تتصدم
و تلاقى الخيّر الى انت فاكره خيّر قلب شرير و تاخد الخازوق
و تلاقى الى انت فاكره شرير بيتصرف بطيبة غريبة و تستغرب
و كل ما تختلط بالناس من كل التصنيفات
و تشوف جوة كل تصنيف الخير و الشر
كل ما بتقل احكامك على الناس
و كل ما بتبطل تصنيف للاخيار و الاشرار
وكل ما بتحس بالرحمة اكتر ما بتحس بالغضب و الغل و الحقد و الحسد و العداوة
لانك بتشوف فى الشرير الخير الى جواه
و بتشوف صراعه بين خيره و شره لانك عايش فى نفس الصراع
و بتشفق عليه ان شرّه سبق خيره فى الموقف دا لانك شفت نفسك ضعفت احيانا
و بتفرح بيه لما يسبق خيره شره لانك بتحس اد ايه هو عانى علشان يوصل لكدة
كلما ارتقيت فى النضج
بيقل زعلك من الناس …انت بتزعل عليهم
بيقل استياءك منهم لانك بتحس بيهم و بتتعاطف معاهم
بتقل مع الوقت عدوانيتك تجاههم و رفضك ليهم و حكمك و نقدك و اساءاتك لانك شايف الصراع الى جواهم
لحد ماتوصل لدرجة انك معنتش بتكره حد و لا بتغضب من حد و لا بتقدر تؤذى حد و لا بتعرف تعاقب او تنتقم
انت بتتعاطف معاهم
و بتشوف الخير الى جواهم
و بتقدر تحس بالصراعات الى فى دماغهم
بتوصل لمرحلة بتخلى مشاعر الرحمة هى الى طاغية على كل المشاعر التانية
و هذه المشاعر صنفها علماء النفس ( الغرب اللادينيين ) انها ارقى المشاعر الانسانية الى تندرج تحتها كل الاخلاقيات و المثل العليا
فهمت ليه ربنا قال على محمد ( صلى الله عليه و سلم ) رحمة للعالمين
و فهمت ليه ربنا قرن لفظ الجلالة بالرحمن الرحيم
الرحمة بتيجى لما بتحس بالناس و مشاعرها
لما بتحط نفسك مكانها مهما غلطوا
لما بتعرف انك كمان بتغلط و تؤذى و تدمّر و تعترف بكدة
لما بتشوف ازاى انت كنت اعمى عن نفسك و كذلك الاخرين
لما بتبدأ تعترف بالغلط بتاعك و تتراحم مع نفسك
وبالتالى هتعرف ترحم الاخرين و تحس بيهم
#رحلة_نضج
#دعاء_راجح