فِي مَدِينَةٍ صَغِيرَةٍ وَجَمِيلَةٍ ، عَاشَ طِفْلٌ يُدْعَى سَام . كَانَ سَامٌّ فَتَى ذَكِيٍّ وَفُضُولِيٍّ ، دَائِمًا مَا كَانَ يَسْأَلُ عَنْ تَارِيخِ اَلْمَدِينَةِ وَالْأَحْدَاثِ اَلَّتِي جَرَتْ فِيهَا قَدِيمًا . فِي يَوْمِ مِنْ اَلْأَيَّامِ ، وَبَيْنَمَا كَانَ يَتَجَوَّلُ فِي سُوقِ اَلسِّلَعِ اَلْقَدِيمَةِ ، عُثِرَ عَلَى سَاعَةٍ غَامِضَةٍ تَبْدُو مُخْتَلِفَةً عَنْ كُلِّ اَلسَّاعَاتِ اَلَّتِي رَآهَا مِنْ قِبَلٍ . بِاسْتِمْرَارِهِ فِي دِرَاسَتِهِ لِلسَّاعَةِ ، اِكْتَشَفَ سَامٌّ أَنَّهَا لَيْسَتْ مُجَرَّدَ سَاعَةٍ عَادِيَّةٍ . كَانَتْ تَحْمِلُ أَرْقَامًا وَعَقَارِبَ لَكِنَّهَا كَانَتْ أَيْضًا تَحْتَوِي عَلَى زِرٍّ غَرِيبٍ عَلَى اَلْجَانِبِ . بُعْدُ بَعْضِ اَلتَّجَارِبِ ، اِكْتَشَفَ سَامٌّ أَنَّ اَلسَّاعَةَ تَمَكُّنَهُ مِنْ اَلسَّفَرِ عَبْرَ اَلزَّمَنِ . كَانَتْ هَذِهِ هِيَ اَلْفُرْصَةُ اَلَّتِي طَالَمَا حَلَمَ بِهَا سَامٌّ . بَدَأَ سَامٌّ رِحْلَتَهُ اَلْمُثِيرَةَ إِلَى اَلْمَاضِي . عِنْدَمَا ضَغَطَ عَلَى اَلزِّرِّ ، شَعَرَ بِدُوَارٍ وَاخْتَفَتْ اَلْمَدِينَةُ مِنْ حَوْلِهِ . وَعِنْدَمَا اِنْتَبَهَ ، وَجَدَ نَفْسَهُ فِي مَنْظَرٍ غَرِيبٍ . كَانَ فِي قَلْبِ مَدِينَةٍ قَدِيمَةٍ ، حَيْثُ اَلشَّوَارِعُ اَلْمَرْصُوفَةُ بِالْحَصَى وَالْمَبَانِي اَلْقَدِيمَةِ . خِلَالَ رِحْلَتِهِ ، اِلْتَقَى سَامٌّ بِشَخْصِيَّاتٍ تَارِيخِيَّةٍ مَشْهُورَةٍ . اِلْتَقَى بِعَالَمٍ مِنْ عُصُورِ مَا قَبْلَ اَلتَّارِيخِ ، شَاهِدُ اِكْتِشَافَاتِ عُلَمَاءَ مِنْ اَلْعُصُورِ اَلْوُسْطَى ، وَتُوَاصِلَ مَعَ قَادَةٍ مِنْ عُصُورِ اَلنَّهْضَةِ . عَاشَ سَامٌّ لَحَظَاتٍ تَارِيخِيَّةً مُهِمَّةً مِثْل تَوْقِيعِ وَثِيقَةٍ هَامَّةٍ وَمَشْهَدَ اِنْتِصَار غَيْرُ مُتَوَقَّعٍ . كَمَا شَهِدَ سَامٌّ تَأْثِيرُ أَفْعَالِهِ عَلَى اَلتَّارِيخِ ، عِنْدَمَا قَامَ بِتَغْيِيرِ بَعْضِ اَلْأُمُورِ اَلصَّغِيرَةِ . لَكِنَّهُ سُرْعَانَ مَا أَدْرَكَ أَهَمِّيَّةَ اَلْحِفَاظِ عَلَى تَوَازُنِ اَلزَّمَنِ وَتَفَادِي اَلتَّأْثِيرِ اَلسَّلْبِيِّ عَلَى اَلْمُسْتَقْبَلِ . عِنْدَمَا اِنْتَهَتْ رِحْلَةَ سَامٍّ فِي اَلْمَاضِي ، عَادَ إِلَى وَقْتِهِ اَلْحَاضِرِ مُحَمِّلاً بِالذِّكْرَيَات وَالْمَعْرِفَةِ . أَدْرَكَ أَنَّ اَلزَّمَنَ ثَرْوَةً لَا يُمْكِنُ قِيَاسُهَا ، وَأَنَّهُ يُمْكِنُهُ اِسْتِخْدَامُ مَا تَعَلُّمُهُ مِنْ تَجْرِبَتِهِ لِصُنْعِ مُسْتَقْبَلِ أَفْضَلَ . وَهَكَذَا ، أَصْبَحَ سَامٌّ شَابًّا مُلْهَمًا ، يَسْتَخْدِمَ مُغَامَرَتَهُ فِي اَلْمَاضِي كَدَافِعٍ لِتَحْقِيقِ تَطَوُّرَاتٍ إِيجَابِيَّةٍ فِي اَلْحَاضِرِ .