شارك البودكاست

وجه ضاحكْ

وجه عابسْ

وجه محزونٌ أبدا

وجه ماكرْ

وجه عذبٌ .. وجه مالحْ

وجه من غير ملامحْ

وجه يتحول فى أشكال أخرى..

وجه يُسفر عما يحمله من إحساسْ

وجه يتخفّى حتى لايدركه الناسْ

وجه كالذهب الخالصْ

وجه مطلىٌّ بنحاسْ

وجه لاتنساهُ طوالَ العمرْ

وجه حين تفارقُهُ يسقطُ من ذاكرتكْ

وجه يجعلُكَ تبوحُ إليه بأسراركْ

وجه تخشى أن تخبرَهُ عما يحدث فى داركْ

وجه تتمنى ألا تلقاهْ

وجه تدعو الله .. لكى تلقاهْ

وجه يسرى فى الحلمِ فتسعدك رؤاهْ

وجه تُلقيهِ الريحُ عليك

فتقضى طولَ اليومِ حزينًا من مرآهْ

* * * *

الأوجهُ فى كلِ مكانْ

تسبحُ فى الجو، وتمرق فى الماء،

وتدلف من كل الأبوابْ

تتحدّانا، تحصرنا، وتراوغنا ..

حتى لاندرى أىّ الوجهين : الصادقَ والكذّابْ؟

من منا يقدرُ أن يستكشف ما فيها،

مَنْ أغوار مظلمة، وضبابْ

بعض ملامحها حُفَر، وفخاخ، وسرابْ

أطيافَ ملائكة تبدو أحيانا،

وتكشر فى أحيان أخرى، مثل شياطين،

تتـلوى فى السقف، وفوق الجدرانْ!

* * * *

الأوجهُ أقنعةٌ مختلفاتُ الألوانْ

صفراء، وحمراء، وزرقاء ..

يلبسُها كلٌّ منا طولَ اليومْ

يستبدلُها عشرات المراتْ

ينزعُها عند النومْ

لكنّ الأجرأَ من يصحو فى قلبِ الليل،

وينظرُ فى المرآهْ

منزوعُ الأقنعةِ كما صوَّرهُ الله !

مَنْ منا يقدرُ أن يتأملَ فى وجهِه

يصفعُه إن كان مدانا،

ويعاتبه إنْ همَّ بشرٍّ،

ويصارحُهُ وجها وجها ..

مَنْ منا يقدرُ أن يتخلصَ من أقنعتِهْ!

🖋أ. د. حامد طاهر. ‏[email protected]
يسعدني رؤية مقترحاتكم

Series Navigation<< المفتاح الرابع:فراسة الطولضحايا الوعي الجمعي >>