شارك البودكاست

يُرجع محللون الحرب الإسرائيلية الجارية ضد المقاومة في قطاع غزة إلى سببين: الأول، اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية والتنافس بين قوى اليمين فيها، ومحاولة يائير لبيد ذي الخلفية العسكرية الضعيفة إقناع الجمهور الإسرائيلي بقدرته على اتخاذ قرارات الحرب. والثاني، تحديد إيران خصماً رئيساً في المرحلة المقبلة، وهو ما يقتضي ضرب مناطق نفوذها المنتشرة في المنطقة العربية لإضعافها وحملها على التراجع. من هنا، تركزت الضربات على حركة الجهاد الإسلامي وذراعها العسكرية “سرايا القدس”، المعروفة بعلاقتها الوثيقة بإيران، التي يزورها الآن الأمين العام للحركة، زياد النخالة. وعلى ما في هذين التحليلين من وجاهة نسبية في بعض جوانبهما، إلا أنهما عاجزان عن تبيّن الأسباب الحقيقية لاندلاع المعركة في هذا الوقت، بعد هدوء شهده قطاع غزة منذ معركة سيف القدس في مايو/أيار 2021؛ حينها نجحت المقاومة في ربط غزة المحاصرة بالوطن كله، في القدس والضفة والمناطق المحتلة منذ عام 1948، وأعادت توحيد الشعب والوطن والأرض في دائرة الصراع مع العدو، بعيداً عن التقسيمات الزائفة، ودشّنت بذلك مرحلة جديدة في النضال الوطني الفلسطيني، امتزج فيها الفعل العسكري مع الحراك الشعبي، وصواريخ غزة مع هبّات القدس والضفة والمدن الفلسطينية المحتلة. وهو فعلٌ استمرّ في التصدّي لاعتداءات المستوطنين على المسجد الأقصى والدفاع عن الشيخ جرّاح وسلوان وبيتا، والتصدّي لمسيرة الأعلام، وترافق ذلك مع زيادة وتيرة العمليات، الفردية منها والمنظمة، وتشكيل كتائب جنين ونابلس وطوباس وطولكرم، بمبادرة من حركة الجهاد، ومشاركة وحدات من كتائب الأقصى الخارجة عن طوع قيادة السلطة الفلسطينية وأجهزتها.

Series Navigation<< بانتظار استعادة فضيلة الفلسفةثورة إيران بعد أفول الآباء وإبطال السحر >>