كان الإنسان يشعر أن لكل شئ في الوجود روحا ، ورسخت الأحلام فيه هذا الشعور ، حتى لقد أصبح يصلي لكل شئ .. يصلي للصيد ، ويصلي للزراعة ، ويصلي للحصاد ، ويصلي لتناول الطعام ، ويصلي للسلاح . ثم أخذت الالفة والعادة تعمل عملها ، في رفع الرهبة والقداسة عن الأشياء التي اعتادها وقدر عليها ، فدخلت في منطقة علمه التجريبي ، وأخذت بذلك دائرة العلم تزيد ودائرة الدين تضيق ، حتى جاء الوقت الحاضر ، حيث يزعم بعض المغرورين بالعلم الحديث أن الدين لم تعد له مكانة في حياة الإنسان المتحضر ، وما كفر العلم ، ولكن بعض العلماء كفروا ، برسالة العلم ، وبرسالة الدين معا .
