شارك البودكاست

ترن كلمات الإعدام بين جدران الممر الأعزل. تضيق أنفاسي، كأني أحمل جرفاً صخرياً بين ضلوعي. ينتفض جسدي مع قرارات الإعدام التي تتطاير من أوراق الحكم. يأتي صدى رميها فوق أرض الممر المحاط بالغرف، ليغازل خيالي. يصمت الرجل كأنه يلتقط أنفاسه الأخيرة، يهذي بكلمات غير مفهومة، تبدو ليبية اللهجة. يعود للإعلان: “عبد السلام المحمد، إعدام، خالد بنيان، إعدام”. يضحك، يبكي، يهتاج، ويرتطم بالجدران كمخمور فقد ساقيه. عيون عبد السلام، أبو محمد، وخالد بينان، أبو منار، تجحظ من محاجرها. يسقط صاحب اللهجة الليبية أرضاً. تتكاثر الأذرع من حوله، تشتبك الكلمات الفصيحة مع لهجات متباينة في معركة غير واضحة المعالم. تضيق حدقات المعدومين، تتعرق وجوههم وهم يصارعون الثبات. تشل حركتهم، وتثبت عضلات الوجه راسمة ابتسامة ساخرة. يستحيلان طفلين مسجيين فوق تراب مخزن مهجور في بلدة ريفية. ينزف أصغرهما الدم من فمه، ليزين خده الأيمن احتفالاً بالنصر. يرغي الآخر ويزبد بلعابه، قبل أن يخنقه الفرح. تمد أمهاتهما أثدائهن لترضعهما، يجف الحليب وتورق الحلمات وردا تخنقه الأشواك. تعتصر كايلا ماء غيمة عابرة، لتسعفهما، فيسيل منها بخار أصفر خانق… ينتفض جسدي من رابوصه. يتابع الخاني من حيث توقف في الحلقات السابقة، خروجه من السجن وانطلاقه باتجاه تركيا، حيث تقابله سلسلة من التحديات والمواقف المريرة، إلا أنه يقرر في النهاية المضي قدما لأجل كايلا، لكنهم يجبرونه على الصمت… فلماذا؟ أنتج هذا العمل بدعم وتمويل من مؤسسة هاينرش بل – مكتب بيروت الشخصيات الرئيسية الراوي، عمر الخاني: محمود حسن كايلا مولر: فرح حوارني فريق العمل بحث: عمر الخاني كتابة: جابر بكر مدير الإنتاج: نائل الفرخ إخراج فني: نهاد قطان إخراج فني: نهاد قطان روزنة منصة نشر فقط وغير مسؤولة عن المحتوى، لأي سؤال يمكن التواصل عبر: [email protected]

Series Navigation<< الحلقة السابعة | مائة جلدة