شارك البودكاست

في سبتمبر الفائت جرت انتخابات برلمانية في كندا، المنافسة التقليدية بين حزبي الليبراليين والمحافظين لم تكن أهم ما لفت نظر المحللين، إنما الصعود الكبير في شعبية حزب صغير ينتمي إلى اليمين المتطرف ويعادي المهاجرين ويضع في برنامجه الانتخابي جملة جعلته يحصد عشرة أضعاف الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات السابقة، الجملة كانت: لا للقاح الإجباري ضد كوفيد 19.لم يحصل حزب الشعب الكندي على مقاعد نيابية، ولكنه حصد نحو مليون صوت وكانت هذه هي المواجهة الأولى في العالم الغربي بين السياسيين والرافضين لسياسة إلزامية تلقي لقاح كوفيد 19. المواجهة اتسعت لاحقاً، لتصبح مظاهرات حاشدة وأعمال عنف في بلدان أوروبية مختلفة مثل النمسا وبلجيكا والدانمارك وأصبح هناك ما يشبه حركة سياسية تضغط في شأن طبي يمثل أكبر جائحة عرفها العالم خلال مئة عام. المفارقة طبعا هي أنه في الوقت الذي يتظاهر فيه الآلاف في البلاد الغنية ضد إلزامية اللقاح، يعاني الفقراء في الدول النامية، من عدم القدرة على توفير اللقاح أصلا، ليصبح المعدل العام لتوفير اللقاح في قارة أفريقيا على سبيل المثال، أقل من 10% رغم جهود منظمة الصحة العالمية ومبادرة كوفاكس لتحقيق عدالة تلقي اللقاح بين الجميع.

Series Navigation<< البعد الآخر | موجة التضخم العالميالبعد الآخر | المواجهة العسكرية المحتملة لواشنطن في إيران و أوكرانيا >>