بِالطَّبْعِ ! إِلَيْكَ قِصَّةٌ مِنْ اَلتُّرَاثِ اَلْيُونَانِيِّ تُعْرَفُ بِاسْمِ ” أَرَيَانَا وَالدُّولْفِينِ ” : فِي عُمْقِ اَلْبَحْرِ اَلْأَزْرَقِ اَلشَّفَّافِ فِي اَلْبَحْرِ اَلْإِيجِي ، عَاشَتْ أَرَيَانَا ، فَتَاةٌ صَغِيرَةٌ ذَاتُ شِعْرٍ ذَهَبِيٍّ كَالشَّمْسِ وَعُيُون زَرْقَاءَ كَالسَّمَاءِ . لَطَالَمَا تَمَنَّتْ أَرَيَانَا أَنْ تَخْتَبِرَ مُغَامَرَةٌ خَاصَّةٌ فِي عَالَمِ اَلْبِحَارِ . ذَاتَ يَوْمٍ ، وَهِيَ تَجْلِسُ عَلَى شَاطِئِ اَلْبَحْرِ ، سُمِعَتْ صَوْتًا يَأْتِي مِنْ عُمْقِ اَلْمِيَاهِ . وَعِنْدَمَا نَظَرَتْ حَوْلَهَا ، رَأَتْ دُولْفِينًا جَمِيلاً يُظْهِرُ مِنْ وَرَاءِ اَلْأَمْوَاجِ . تَبَادَلَتْ أَرَيَانَا وَالدُّولْفِينِ اَلِابْتِسَامَاتِ ، كَمَا لَوْ كَانُوا يَفْهَمُونَ لُغَةٌ بَعْضِهِمَا اَلْبَعْضِ . وَفِي تِلْكَ اَللَّحْظَةِ ، تَحَدَّثَ اَلدُّولْفِينُ بِصَوْتٍ وَاضِحٍ : ” أَرَيَانَا ، يَا فَتَاةٌ شُجَاعَةٌ ، إِنَّنِي هُنَا لِأُوَصِّلِكُ إِلَى مَمْلَكَةٍ سِحْرِيَّةٍ فِي قَاعِ اَلْبَحْرِ ، حَيْثُ تَعِيشُ مَخْلُوقَاتٍ سَاحِرَةً وَمُغَامَرَاتٍ لَا تَنْسَى . ” بَدَا قَلْبُ أَرَيَانَا يَنْبِض بِالْفَرَحِ ، وَاتُّبِعَتْ اَلدُّولْفِينَ إِلَى عُمْقِ اَلْبَحْرِ . خِلَالَ رِحْلَتِهِمَا ، شَاهَدَتْ أَرَيَانَا أَسْمَاكًا مُلَوَّنَةً تَرْقُصُ وَشِعَابٌ مَرْجَانِيَّةٌ تَلْمَعُ كَالْأَحْجَارِ اَلْكَرِيمَةِ . وَأَخِيرًا ، وَصَلُوا إِلَى بَوَّابَةٍ سَاحِرَةٍ تَفْتَحُ طَرِيقَهُمْ إِلَى اَلْمَمْلَكَةِ اَلْبَحْرِيَّةِ . دَخَلَتْ أَرَيَانَا اَلْمَمْلَكَةِ وَكَانَتْ هُنَاكَ عَرُوسَةَ بِحُرِّيَّةٍ تَرْتَدِي زِيًّا بَرَّاقًا مُرَصَّعًا بِاللَّآلِئِ وَالْأَحْجَارِ اَلْكَرِيمَةِ . قَادَتُهَا اَلْعَرُوسَةَ إِلَى قَصْرٍ رَائِعٍ تَحْتَ اَلْمَاءِ ، حَيْثُ عَاشَتْ مُغَامَرَاتٍ رَائِعَةً مَعَ مَخْلُوقَاتِ سَاحِرَةٍ كَالَنَايَادْ وَالتَّرِيتُونِيَاتْ . قَضَتْ أَرَيَانَا أَيَّامًا سَعِيدَةً فِي اَلْمَمْلَكَةِ اَلْبَحْرِيَّةِ ، وَتَعَلَّمَتْ أَسْرَارُ اَلْبِحَارِ وَالْمُحِيطَاتِ مِنْ أَشْبَاحِ اَلْبَحْرِ . وَعَلَى اَلرَّغْمِ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ ، بَدَأَتْ تَشْتَاقُ لِعَالَمِهَا وَأَهْلُهَا فِي اَلْبَرِّ . فِي يَوْمِ مِنْ اَلْأَيَّامِ ، قَرَّرَتْ أَرَيَانَا اَلْعَوْدَةِ إِلَى مَنْزِلِهَا . شَكَرَتْ اَلْعَرُوسَةُ اَلْبَحْرِيَّةُ عَلَى اَلضِّيَافَةِ وَوَعَدَتْهَا بِزِيَارَاتٍ مُتَكَرِّرَةٍ . عَادَتْ أَرَيَانَا مَعَ اَلدُّولْفِينِ إِلَى اَلشَّاطِئِ اَلَّذِي بَدَأَتْ مِنْهُ اَلْمُغَامَرَةُ . تَذَكَّرَتْ أَرَيَانَا هَذِهِ اَلرِّحْلَةِ اَلسِّحْرِيَّةِ طَوَالَ حَيَاتِهَا ، وَعِنْدَمَا نَظَرَتْ إِلَى اَلْبَحْرِ اَلْأَزْرَقِ ، تَذَكَّرَتْ اَلْأَصْدِقَاءَ اَلسِّحْرَيْنِ اَلَّذِينَ قَابَلَتْهُمْ فِي اَلْعُمْقِ . وَتَذَكَّرَتْ دَائِمًا أَنَّ اَلْجَمَالَ لَا يَأْتِي فَقَطْ مِنْ اَلْأَمَاكِنِ ، بَلْ مِنْ اَلرُّوحِ وَالْمُغَامَرَاتِ اَلَّتِي نَعِيشُهَا . وَهَكَذَا ، عَاشَتْ أَرَيَانَا حَيَاةً مَلِيئَةً بِالذِّكْرَيَات اَلْجَمِيلَةِ وَالْمُغَامَرَاتِ اَلشَّيِّقَةِ ، مُتَذَوِّقَةً جَمَالَ اَلْبَحْرِ وَالْبِرِّ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ .